عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا مهمًا اليوم لمتابعة سير العمل داخل شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، واستعراض أبرز الملفات المرتبطة بمشروعاتها الاستثمارية والخدمية، في إطار سعي الحكومة لتعزيز مكانة العاصمة الإدارية كنموذج رائد للمدن الذكية والمستدامة في المنطقة.

حضر الاجتماع عدد من المسؤولين، بينهم وزير المالية السيد/ أحمد كجوك، والمهندس خالد عباس، رئيس مجلس إدارة الشركة والعضو المنتدب، وعدد من مساعدي وزير المالية، في مقدمتهم السيد/ خالد نوفل، والسيد/ علي السيسي، والسيد/ وليد عبد الله.

الحي الدبلوماسي... بنية متطورة وخدمات عالمية

استعرض الاجتماع أحدث المستجدات المرتبطة بنشاط الشركة، وعلى رأسها الحي الدبلوماسي، الذي يُعد من أبرز مناطق الاستثمار في المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية. وقد تم تسليط الضوء على البنية التحتية المتطورة التي يتميز بها الحي، فضلًا عن الخدمات الراقية التي تلبي احتياجات البعثات الدبلوماسية الأجنبية.

وأكد مدبولي خلال اللقاء أن الحكومة تولي اهتمامًا كبيرًا بمتابعة أداء شركة العاصمة الإدارية، نظرًا لدورها الحيوي في إدارة مشروع قومي ضخم يتماشى مع طموحات الدولة المصرية للتحول الرقمي والتوسع العمراني الذكي.

تخطيط عمراني طويل الأجل واستدامة بيئية

ناقش الاجتماع كذلك خطط شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية في مجال التخطيط العمراني طويل الأجل، بهدف تعزيز استدامة المدينة بما يتسق مع رؤية مصر 2030، وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

وأكد المهندس خالد عباس أن الشركة تلتزم بتطبيق مفاهيم التنمية الحضرية المستدامة، وتعمل على تطوير نموذج شامل للمدينة الذكية، يشمل جوانب بيئية، اقتصادية، وخدمية، بما يسهم في الارتقاء بجودة الحياة للسكان والمقيمين في العاصمة الجديدة.

تعاون دولي... نموذج العاصمة يُصدر للخارج

وفي هذا الإطار، كشف عباس عن استمرار التعاون الدولي لتصدير تجربة العاصمة الإدارية، مشيرًا إلى زيارة نائب رئيس وزراء جمهورية الكونغو الديمقراطية ووزير التخطيط مؤخرًا، من أجل بحث التعاون في إنشاء امتداد حضري جديد للعاصمة كينشاسا، على غرار النموذج المصري.

كما لفت إلى زيارته الأخيرة إلى مدغشقر في نهاية يونيو الماضي، والتي أسفرت عن اتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لتفعيل التعاون الفني، ونقل الخبرات المصرية في مجال التخطيط العمراني، والإشراف على تنفيذ مشروع العاصمة الجديدة هناك.

وأشار إلى أن هذه الجهود تؤكد على أن العاصمة الإدارية أصبحت مشروعًا قاريًا رائدًا في التخطيط الحضري الحديث، ما يعكس ريادة مصر في تصدير نماذج التنمية المستدامة إلى دول القارة.

مشروعات ترفيهية وتعليمية وخدمية

من جهة أخرى، استعرض عباس عددًا من المشروعات الترفيهية والتعليمية التي تُقام داخل العاصمة الإدارية، إلى جانب الأنشطة الفنية والرياضية التي تُعزز من دور المدينة كمنطقة متكاملة تُوفر كل عناصر الحياة العصرية.

كما تطرق الاجتماع إلى مناقشة حجم الاستثمارات التي تم ضخها مؤخرًا في العاصمة الإدارية، وعدد فرص العمل التي وفّرتها المشروعات الجارية، بالإضافة إلى المشروعات الخدمية التي تم تشغيلها فعليًا، خاصة في الحي الحكومي والأحياء السكنية الأخرى.

خطط مستقبلية ومتابعة دقيقة

وفي ختام الاجتماع، تم عرض مخططات العمل للفترة المقبلة، حيث أكد رئيس مجلس الوزراء أهمية المتابعة المستمرة لتنفيذ المشروعات وفق الجدول الزمني المحدد، والتنسيق الدائم بين أجهزة الدولة المعنية، بما يسهم في استكمال هذا المشروع الوطني الضخم بكفاءة وجودة عالية.

ويُعد هذا الاجتماع دليلًا واضحًا على حرص الدولة المصرية على استكمال مسيرة البناء والتنمية الذكية، ودعم التعاون الإقليمي والدولي في مجال التخطيط الحضري المستدام.