فى مشهد يعكس روح مصر الجديدة وعراقة تاريخها الممتد عبر آلاف السنين، أنهت محافظة القاهرة استعداداتها الكاملة لاستقبال الحدث الثقافى الأبرز فى القرن الحادى والعشرين: افتتاح المتحف المصرى الكبير فى الأول من نوفمبر المقبل.
فالعاصمة التى كانت ولا تزال شاهدة على ولادة الحضارات وعبق التاريخ، تتأهب اليوم لتقديم نفسها للعالم في أبهى صورة، لتكون بوابة مصر الحضارية ومركز إشعاعها الثقافي، تزامنًا مع انطلاق هذا المشروع الذي يُعد الأكبر عالميًا من نوعه لحضارة واحدة هي الحضارة المصرية القديمة.
خطة متكاملة لتجميل العاصمة
تسابق أجهزة محافظة القاهرة الزمن لإنجاز خطة شاملة لرفع كفاءة الطرق والمحاور الحيوية المؤدية إلى المتحف، ضمن استعدادات الدولة المصرية للحدث العالمي.
وأكد الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة أن المحافظة نفذت خطة موسعة لتجميل ورفع كفاءة جميع الطرق المؤدية إلى المتحف الكبير، بدءًا من مطار القاهرة الدولي مرورًا بطريق العروبة وصلاح سالم والطريق الدائري وطريق الكورنيش، وحتى حدود الجيزة، مع نشر أعلام الدول المشاركة في حفل الافتتاح على طول هذه المسارات.
وأوضح المحافظ أن الهدف هو إظهار الوجه الحضاري للعاصمة أمام الوفود القادمة من مختلف دول العالم، مؤكدًا أن القاهرة تستحق أن تظهر في أبهى صورها، بما يليق بتاريخها الطويل ومكانتها كعاصمة الثقافة والتاريخ في الشرق الأوسط.
تحسين الهوية البصرية ومشهد الطريق الدائري
وفي إطار خطة الدولة لتحسين المشهد الجمالي للطرق، أشار الدكتور إبراهيم صابر إلى أن المحافظة انتهت من أعمال تحسين الرؤية البصرية للطريق الدائري بقطاع شرق النيل في المسافة الممتدة من أول طريق الأوتوستراد حتى النيل بطول 12 كيلومترًا، عبر تنفيذ الأعمال في 11 قطاعًا (5 في الاتجاه الشمالي و6 في الاتجاه الجنوبي) بنطاق أحياء البساتين ودار السلام ومصر القديمة.
وقال صابر، إن المشروع تم بالتعاون مع جامعة عين شمس، وتضمن دهان واجهات المباني بألوان متناسقة وتركيب لوحات مضيئة وشاشات عرض حديثة تعرض تاريخ القاهرة ومراحل تطورها عبر العصور، إلى جانب إضافة عناصر تجميلية من نباتات وأشجار وإنارات متطورة، بما يعكس الهوية البصرية لمحافظة القاهرة وشعارها الرسمي.
وأضاف أن المحافظة حرصت على دمج محطات النقل الحديثة مثل الـ "BRT" ومواقف الميكروباصات ضمن هذا التصميم الجمالي، لخلق بيئة متناسقة تعبر عن حضارة العاصمة وتناسب مستوى الحدث العالمي المرتقب.
القاهرة تحتفل في الشوارع.. الأتوبيسات المكشوفة والزي الفرعوني
ولم تقتصر الاستعدادات على البنية التحتية فحسب، بل امتدت إلى مظاهر الاحتفال في الشوارع، فقد أطلقت المحافظة حملة ترويجية موسعة تضمنت تشغيل أتوبيسات مكشوفة تجوب شوارع القاهرة، يشارك فيها شباب وفتيات من مراكز الشباب يرتدون الزي الفرعوني ويحملون أعلام مصر في مشهد يجمع بين الأصالة والبهجة، للترويج لافتتاح المتحف الكبير وتعريف المواطنين بأهميته.
ويقول المحافظ: أردنا أن يشعر المواطنون بأنهم جزء من هذا الحدث التاريخي، وأن يعيشوا أجواء الفخر بامتلاكهم تاريخًا لا نظير له ما زال قادرًا على إبهار العالم".
وأشار صابر إلى أن الهوية البصرية الجديدة للعاصمة تمثل رسالة مفتوحة للعالم بأن القاهرة ليست فقط مدينة ماضية، بل مدينة تتطور، تستلهم تراثها لتصنع مستقبلها.
المدارس تشارك في الاحتفال.. ووعي النشء في المقدمة
وفي بادرة ثقافية تربوية مميزة، وجه المحافظ مديرية التربية والتعليم بالقاهرة بتخصيص جزء من الإذاعة المدرسية خلال الأيام التي تسبق الافتتاح؛ لتعريف الطلاب بالمتحف المصري الكبير ودوره في حفظ التراث الإنساني.
وقال صابر: إن "تعريف الأجيال الجديدة بقيمة المتحف المصري الكبير هو خطوة مهمة لترسيخ الانتماء، فكل طفل في القاهرة يجب أن يعرف أنه يعيش في مدينة تقف على أرض التاريخ، وتستعد لصناعة المستقبل".
اجتماعات ومتابعة ميدانية
وعقد محافظ القاهرة سلسلة اجتماعات مكثفة مع نوابه للمناطق الأربع وقيادات الأجهزة التنفيذية بالمحافظة، لمتابعة آخر مستجدات الاستعدادات، مشددًا على رفع كفاءة خطوط سير الوفود القادمة من وإلى مواقع الاحتفالية، وتكثيف أعمال النظافة والتجميل والإنارة على جميع المحاور الرئيسية.
وأكد صابر أنه لن يُترك أي تفصيلة صغيرة دون مراجعة قبل يوم الافتتاح، لأن القاهرة يجب أن تكون في أبهى حُلة عندما تنظر إليها عدسات العالم.
كما تفقد المحافظ بنفسه الأعمال النهائية لتجميل الطريق الدائري وطريق مطار القاهرة الدولي، الذي يُعد البوابة الأولى للقادمين من الخارج، وشملت الأعمال دهان الأسوار والبلدورات وتوسيع المسطحات الخضراء وتطوير اللاندسكيب ومراجعة الإنارة والتشجير لضمان ظهورها في أبهى صورة.
شاشات عرض وعروض كرنفالية في الميادين
وفي إطار مشاركة المواطنين في الأجواء الاحتفالية، أعلن المحافظ أنه تم تخصيص عدد من شاشات العرض العملاقة في الميادين الرئيسية مثل ميدان عبد المنعم رياض، ورمسيس، وغمرة، وصلاح سالم، وكوبري الجبلاية، والزمالك، لبث مواد ترويجية عن المتحف الكبير.
كما سيتم تنظيم عروض كرنفالية في الشوارع والميادين احتفالًا بهذا الحدث الذي ينتظره الملايين داخل مصر وخارجها.
القاهرة.. قلب التاريخ ومركز المستقبل
وبينما تتكامل هذه الجهود على الأرض، تتجلى رسالة أعمق من مجرد استعداد لافتتاح متحف؛ إنها رسالة هوية واستمرارية فالقاهرة التي احتضنت على مدى قرون أعرق الملوك والعلماء والفنانين، تستعيد اليوم مكانتها كعاصمة للعالم القديم والجديد معًا.
واختتم الدكتور إبراهيم صابر حديثه قائلًا: "القاهرة لا تحتفل فقط بافتتاح المتحف المصري الكبير، بل تحتفل بتاريخها نفسه، وبقدرتها على تجديد صورتها أمام العالم، إنها لحظة فخر لكل مصري يرى بلاده تستعيد مكانتها المستحقة على خريطة الحضارة الإنسانية".
بهذا المشهد، تمضي القاهرة بخطى واثقة لتستقبل العالم وهي ترتدي حلّتها الفرعونية الحديثة، في لحظةٍ تُعيد فيها العاصمة المصرية تأكيد رسالتها التاريخية: أن الحضارة لا تموت، بل تتجدد في قلب مصر دائمًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
