بعد أسابيع من الصدمة التي أحدثتها سرقة مجوهرات من متحف اللوفر بباريس، بدأ خيط اللغز ينكشف شيئًا فشيئًا، بعدما أعلنت النيابة العامة عن تحقيق تقدّم ملحوظ فى واحدة من أكثر السرقات جرأة في تاريخ المتحف العريق.

أكدت النائبة العامة لور بيكوا أن الشرطة الفرنسية تمكنت من توقيف رجلين مشتبه بهما مساء السبت الماضي، بعد عملية ملاحقة دقيقة شارك فيها نحو مئة محقق.

الأول جزائري يبلغ من العمر 34 عامًا تم توقيفه في مطار رواسي قبيل صعوده إلى طائرة متجهة إلى الجزائر، أما الثاني فرنسي من سكان أوبرفيلييه (39 عامًا) فاعتقل بالقرب من منزله دون أن يحاول الهرب.

كشفت بيكوا أن الرجلين، المعروفين لدى الشرطة بسوابق في السرقات والجرائم المالية، اعترفا جزئيًا خلال التحقيق، مشيرة إلى أنهما أحيلا إلى قضاة التحقيق بتهمة “السرقة ضمن عصابة منظمة” وهي جريمة تصل عقوبتها إلى 15 عامًا من السجن وغرامة مالية باهظة.

رغم التقدّم في التحقيقات، ما زالت المجوهرات المسروقة – البالغة قيمتها نحو 88 مليون يورو – مفقودة، وقالت النائبة العامة:

“المجوهرات ليست بحوزتنا حتى الآن، لكنها غير قابلة للبيع في السوق، ونأمل في استعادتها قريبًا”.

وحذّرت من أن أي جهة تحاول شراء تلك القطع ستواجه الملاحقة القانونية بتهمة حيازة مسروقات، داعية المتورطين إلى إعادتها “قبل فوات الأوان”.

وأوضحت بيكوا أن شخصين آخرين ما زالا فارين يشتبه في مشاركتهما بالعملية، ويُعتقد أنهما توليا تشغيل المنصة الإلكترونية خلال الاقتحام.

كما نفت وجود أي تواطؤ داخلي من موظفي متحف اللوفر، مؤكدة أن التحقيق “يُجرى في أقصى درجات السرية”.

في وقت سابق، كان لص سابق قد حذّر من ثغرات أمنية خطيرة في صناديق عرض الجواهر، ما يثير تساؤلات حول مدى جاهزية النظام الأمني بالمتحف الذي يُعد من أكثر المؤسسات الثقافية حراسة في أوروبا.