شهدت الشوارع والطرق والمحاور الرئيسية بالقاهرة والجيزة صباح اليوم السبت، حالة من السيولة المرورية، تزامنا مع افتتاح المتحف المصري الكبير، وسط انتشار أمني مكثف لتأمين فعاليات الحدث التاريخي الذي يترقبه العالم.

وتشهد الشوارع انتظام حركة المرور بالطرق، كما كثفت الإدارة العامة للمرور من تواجدها الميداني لتنظيم الحركة مع انتشار الخدمات المرورية في الميادين والمحاور القريبة من موقع الافتتاح.

وتترقب مصر والعالم، اليوم السبت، افتتاح المتحف المصري الكبير، في حدث ثقافي وسياحي ضخم يشهده العالم لأول مرة بهذا الحجم منذ سنوات، وسط حضور دولي واسع، واستعدادات أمنية ومرورية غير مسبوقة من جانب وزارة الداخلية، التي وضعت خطة محكمة لتسهيل حركة المواطنين وضيوف مصر القادمين للمشاركة في الحدث التاريخي.

وتنشر "اليوم السابع" تفاصيل خريطة الطرق والتحويلات المرورية الجديدة التي سيتم تطبيقها بدءًا من صباح اليوم السبت، بهدف تحقيق أكبر قدر من السيولة المرورية في نطاق محافظة الجيزة والمناطق المؤدية إلى المتحف، خاصة مع تزايد حركة الوفود الرسمية والسياح والإعلاميين القادمين لتغطية الاحتفالية الكبرى.

أعلنت وزارة الداخلية، في بيان رسمي، أنه في إطار حرصها على توفير سيولة مرورية تواكب فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير، تقرر إجراء عدد من التحويلات المرورية على النحو التالي:

طريق الإسكندرية الصحراوي: القادم من مطار سفنكس حتى المتحف المصري الكبير يسلك الطريق الداعم في اتجاه وصلة دهشور أو يصعد إلى محور تحيا مصر.

محور كورنيش النيل: القادم من كوبري 15 مايو حتى ميدان أثر النبي يسلك محور تحيا مصر كبديل لتفادي الزحام.

المحور المركزي بمدينة 6 أكتوبر: القادم من ميدان جهينة حتى طريق مصر الإسكندرية الصحراوي يسلك وصلة دهشور وطريق الواحات.

طريق الإسكندرية الصحراوي: القادم من مطار سفنكس حتى المتحف المصري الكبير يسلك الطريق الداعم في اتجاه وصلة دهشور أو يصعد إلى محور تحيا مصر.

محور 26 يوليو: القادم من ميدان لبنان حتى محور عرابي يسلك مطلع الطريق الدائري في اتجاه القوس الغربي.

وأكدت الوزارة أن جميع هذه التحويلات مؤقتة وتستهدف الحفاظ على انسيابية الحركة المرورية، مع توجيه المواطنين لاستخدام المحاور البديلة في أوقات الذروة، خاصة خلال ساعات افتتاح المتحف وفعالياته الرسمية.

ومن المقرر أن تتواجد الخدمات المرورية اللازمة بكثافة في محيط المتحف والمناطق المحيطة به، لتوجيه السائقين نحو الطرق البديلة وإرشاد المواطنين إلى أقصر المسارات نحو وجهاتهم.

وأكد مصدر أمني لـ"اليوم السابع" أن الإدارة العامة للمرور وضعت خطة انتشار ميداني تشمل نشر الضباط والأفراد في المناطق المتوقع حدوث كثافة بها، إضافة إلى تزويد تلك النقاط بسيارات الإغاثة والدراجات النارية للتعامل الفوري مع أي أعطال أو حوادث قد تعوق الحركة.

وأشار المصدر إلى أن وزارة الداخلية خصصت غرفة عمليات مركزية لمتابعة حركة المرور لحظة بلحظة، وربطها إلكترونيًا بغرف المرور بالمحافظات لضمان سرعة الاستجابة لأي طارئ، مؤكدًا أن الهدف الأساسي هو الحفاظ على صورة مصر الحضارية أمام العالم خلال هذا الحدث الذي يمثل نقلة نوعية في السياحة والثقافة المصرية.

ولم تكن خطة اليوم استثناءً، إذ درجت وزارة الداخلية خلال السنوات الأخيرة على تنفيذ خطط مرورية دقيقة أثناء الفعاليات القومية الكبرى، سواء في المؤتمرات الدولية أو الزيارات الرسمية أو الاحتفالات الوطنية.
وشهدت القاهرة والجيزة خلال هذه المناسبات تطبيق نماذج مماثلة للتحويلات المرورية المؤقتة، أثبتت نجاحها في تقليل الزحام وتحقيق الانسياب المروري دون تعطيل مصالح المواطنين.

كما تبذل الإدارة العامة للمرور جهودًا متواصلة لتحديث البنية التحتية التكنولوجية للمنظومة المرورية، من خلال تركيب كاميرات مراقبة ذكية على المحاور الرئيسية، وربطها بغرف المتابعة المركزية لتحديد نقاط الكثافة والتعامل معها في أسرع وقت ممكن.

وفي إطار استراتيجية وزارة الداخلية لتأمين المناسبات الكبرى، تم رفع حالة الاستنفار الأمني في جميع الميادين والمحاور الحيوية، مع تكثيف الدوريات الثابتة والمتحركة، وتزويد محيط المتحف بأحدث الوسائل التقنية لرصد الحركة وضمان أقصى درجات الأمان للمواطنين والزوار.

وأهابت وزارة الداخلية بجميع المواطنين وسائقي المركبات ضرورة الالتزام بتعليمات رجال المرور، واتباع الإرشادات الخاصة بالتحويلات المعلنة، لتجنب التكدسات المرورية وضمان مرور فعاليات الافتتاح دون أي معوقات.
كما دعت الوزارة إلى التحلي بروح التعاون مع الأجهزة الأمنية والمرورية التي تعمل على مدار الساعة لتأمين الحدث وتقديم صورة مشرفة عن التنظيم المصري أمام ضيوف العالم.

ومع اكتمال هذه الاستعدادات الضخمة، تستعد مصر لاستقبال لحظة تاريخية تُسجل في الذاكرة، إذ يفتح المتحف المصري الكبير أبوابه ليُعلن ميلاد صرح حضاري جديد يعكس عظمة التراث المصري القديم، ويجسد في الوقت نفسه قدرة الدولة على التنظيم والإدارة في أدق التفاصيل.