غير مصنف / مصر اليوم

محمد المعتصم يكتب: ياسر جلال مؤرخًا

أهم ما يميز جلسات المجاملات الأسرية التى ينتهى فيها الكلام، أن ترى جوز خالتك وهو ينتقل من موضوع إلى موضوع، ومن حكاية عامة إلى أخرى، يروى لك مثلًا بصفته شخصًا عارفًا ببواطن الأمور إن حد تقيل قاله إن الفنان فلان الفلانى اتمسك بشنطتين مخدرات ساب واحدة ومشى بواحدة، وإن حد تقيل تانى حكاله عن الفنان اللى عنده أوضة تحت الأرض ماليانة دولارات، وإن حد تقيل تالت حكى له عن شخصية عامة عرضت زمان تسدد ديون مصر بشرط يتحط صورته ع الجنيه، ثم يغير جوز خالتك الكلام المسترسل وهو يشتم الزمن الأغبر اللى عايشين فيه، قبل أن يحكى عن جدك اللى كان زى الأسد بيقفل شارع ومرة وقف قدام ١٠ رجالة وبهدلهم، ثم يحرك يده على شاربه وهو ينظر إلى السقف متذكرًا جده اللى باع أرض مكرم عبيد بربع جنيه علشان يستجدع فيها مع حد صاحبه رغم إن الأرض دى تعملها بتاع ١٠٠ مليون بالميت.

تذكرت جلسات الرغى الأسرية التى يقال فيها أى كلام فى الحمادة لملء الوقت لا أكثر وأنا أستمع إلى ما قاله الفنان النائب المؤرخ ياسر جلال فى الجزائر، صورة طبق الأصل من كلام جوز خالتك.

بداية أنا لا أعرف ياسر جلال بصفة شخصية لكنى أحب مشاهدة أعماله، هو ممثل مجتهد وفى حاله، لم نجده بطلًا لفضيحة أخلاقية ولا ساعيًا لترند، اجتهد ونال نصيبه من الشهرة بمجهوده.

ياسر جلال الفنان هو نموذج جيد لممثل يغامر بحساب، يحب التجريب لذا احتفظ بمساحة لدى الجمهور.

هذا عن الفنان، أما النائب فلم نرَ منه ولا من غيره حتى الآن أى أمارة، لسه مجلس الشيوخ فى التليين، هو وكيل فى لجنة الثقافة والإعلام والسياحة وهى لجنة قريبة منه ومن طبيعته.

حتى الآن نحن نتحدث عن شخص بلا مشاكل وتعاملاته محترمة ومحبوب من الجميع، ما الذى جعله يخرج علينا فى الجزائر محاولًا مغازلة الجزائريين، ويتحدث عن قصة وهمية من قصص جوز الخالة لينال تصفيق الحاضرين ثم يختم كلامه بجملة تحيا مصر وتحيا الجزائر، لأ يا شيخ!.

ليتك ما تحدثت ولا نطقت، كنا نحبك ونقدرك ونحترمك ونرى فى صمتك هيبة وترفع، لنكتشف أن صمتك نعمة والله.

أنت فى مهرجان فنى ما الذى يجعلك تتحدث فى التاريخ؟؟

ثم إن التاريخ طويل يا سيدى وماليان قصص حقيقية.. تحدث عن العلاقات القديمة مع ثورة الجزائر، تحدث عن دعم مصر للجزائر التى كانت سببًا فى العدوان الثلاثى، تحدث عن أحمد بن بيلا، تحدث عن فيلم جميلة بوحيرد لو مافيش كلام تقوله، لكن أن تخترع قصة وتقول إنك سمعت بأنه بعد نكسة ٦٧ أرسلت الجزائر فرقة صاعقة إلى ميدان التحرير لحماية نساء مصر وأطفالها من هجوم إسرائيل؟؟ عيب يا فنان.

قصة غير حقيقية ومختلفة ولا ينبغى أن تُقال.

ما حدث فى النكسة له ظروفه وملابساته، لكن الشائعات والحكايات ظلت تنتشر لتهدم ما تبقى من أمل لدى المصريين، وهى شائعات تشبه الحكاية التى رويتها لتنتزع التصفيق.

أى كتيبة حضرت لتحمى النساء يا فنان؟

يا فنان الجيش المصرى بدأ حرب استنزاف بعد النكسة كانت نواة النصر، ورجاله كانوا يكبدون العدو خسائر قوية، أى نساء حمتهم كتيبة الجزائر والكتيبة نفسها أسسها ودربها بطل الصاعقة المصرى أحمد رجائى.

لولا أننى أثق فى إنك على الله حكايتك لأوجعتك كما أوجعتنا، وقدمت فيديو ستتم معايرتنا به على السوشيال ميديا لسنوات طويلة من مدّعى بطولة فارغة.

عزيزى ياسر جلال

أنت فى مرحلة فنية مهمة، إما أن تؤرخ لنفسك أو تؤرخ على نفسك.

* عن الدستور..

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا