غير مصنف / مصر اليوم

فعالية ثقافية كبرى باليونسكو عن المتحف المصرى الكبير وثراء الحضارة المصرية

نظم الوفد الدائم لجمهورية مصر العربية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بباريس مساء أمس الاثنين، فعالية ثقافية كبرى عن المتحف المصرى الكبير، وذلك بمشاركة الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، لتسليط الضوء على هذا الصرح الثقافي الضخم الذي يحتفي بثراء الحضارة المصرية القديمة.

وخلال هذا الحدث الكبير، ألقى السفير علاء يوسف، سفير مصر بباريس ومندوبها الدائم لدى اليونسكو، كلمة أعرب فيها عن فخره بافتتاح المتحف المصري الكبير، موضحا أن هذا الصرح الثقافي، بموقعه المهيب قرب موقع التراث العالمي لليونسكو "ممفيس ومقبرتها"، يجسد منارة للمعرفة، حيث يُقدم للعالم رحلةً غير مسبوقة عبر أكثر من خمسة آلاف عام من التاريخ.

وأشار السفير علاء يوسف إلى أن المتحف، المخصص لحضارة واحدة وهي حضارة مصر الخالدة، يضم آلاف من القطع الأثرية الثمينة المعروضة بأحدث التقنيات، بما في ذلك كنوز الملك توت عنخ آمون الرائعة التي تُعرض كاملة لأول مرة.

كما أكد على أن افتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر الجاري، شكّل فصلا جديدا في تاريخ البلاد، فهو يُمثّل هدية مصر للعالم، وتجسيدا قويا لمهمة اليونسكو، كما يُبيّن كيف يُمكن للتراث أن يُعلّم ويُلهم ويساهم في بناء السلام والتفاهم المتبادل.

وأوضح أن مصر عملت، لأكثر من عقدين، جنبا إلى جنب مع شركاء دوليين وعلماء ومعماريين ومؤسسات ثقافية حول العالم لتحقيق هذه المهمة التاريخية، مُجسّدة إيمانا مُشتركا بواجب حماية التراث الثقافي. وأبرز بشكل خاص التعاون الوثيق بين مصر واليابان، حيث يعكس دعم الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) علاقات الصداقة الممتدة بين البلدين.

كما أشاد بالجهود الحثيثة التي بذلها الدكتور خالد العناني، المدير العام لليونسكو، الذي أشرف على بناء المتحف لمدة ست سنوات خلال فترة توليه منصب وزير السياحة والآثار في مصر.

وفي ختام حديثه، أعرب السفير علاء يوسف عن بالغ امتنانه بصفته مندوبا دائما لمصر لدى اليونسكو، وذلك بمناسبة انتهاء فترة مهمته كسفير مصر في فرنسا ومندوبها الدائم لدى المنظمة، معربا عن خالص امتنانه للتعاون العميق مع جميع السفراء والوفود الدائمة للدول الأعضاء، في تحقيق مبادئ وقيم المنظمة في مختلف مجالات اختصاصها. وعبر عن فخره لخدمة الوطن بصفته مندوبا دائما لدى اليونسكو على مدى السنوات الخمس الماضية، وهي فترة قامت مصر فيها بتعزيز الحوار والتفاهم المتبادل وتوافق الآراء بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات التي تواجه المنظمة، في فترة شهدت إنجازات عديدة لمصر وتُوجت بانتخاب الدكتور خالد العناني مديرا عاما لليونسكو.

بدوره، استعرض الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصرى الكبير، ما يحتويه المتحف من كنوز مصرية ثمينة، مؤكدا أنه بالفعل "هدية مصر للعالم".

وقدم الدكتور غنيم عرضا تفصيليا حول ما يحتويه المتحف، فقد سلط الضوء في البداية على كونه أكبر متحف في العالم مُخصص للحضارة المصرية القديمة، ولكنه أيضا أكبر متحف في العالم من حيث الحجم، حيث تبلغ مساحته خمسة أضعاف المتحف البريطاني وضعف متحف اللوفر، ويمتد على مساحة تبلغ حوالي 500 ألف متر مربع، مضيفا أن مصر تنظر إلى هذا المشروع كمركز ثقافي وعلمي وتعليمي، فهو يهدف إلى الحفاظ على التراث والقطع الأثرية.

وتحدث الدكتور غنيم عن مراحل بناء المتحف بداية من عام 1992 والفكرة التي طرحها وزير الثقافة الأسبق، فاروق حسني، ببناء المتحف. وفي عام 2002، تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليتم تشييده في موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة، لكن واجه بناؤه صعوبات حتى اُفتتح رسميا في الأول من نوفمبر.

ثم تحدث الدكتور غنيم عن وجود تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف لاستقبال الزوار، والذي شكّل نقله تحديا كبيرا بسبب حجمه الضخم، حيث يبلغ وزنه 83 طنا ويبلغ ارتفاعه 11 مترا. وسلط الضوء أيضا على تصميم المتحف الفريد من نوعه، مع الواجهة الزجاجية العملاقة للمتحف بعرض 600 متر وارتفاع 20 مترا، فضلا عن الدرج العظيم والثماثيل المقامة، مؤكدا أن المبنى مثل مزجا فريدا من نوعه بين الهندسة المعمارية والآثار.
كما استعرض ما يحتويه المتحف من قاعات عرض للقطع الأثرية، لعرض حضارة الفراعنة ولفت إلى استخدام التكنولوجيا المتقدمة في عرض هذه القطع.

كذلك، سلط الدكتور غنيم الضوء على القاعة المخصصة لكنوز الملك توت عنخ آمون، مؤكدا أن لأول مرة، تُعرض المجموعة كاملة، مع عرض أكثر من 4500 قطعة جنائزية تم اكتشافها. ومن أشهر هذه القطع قناع توت عنخ آمون الجنائزي الذهبي المرصع باللازورد.

وأوضح أن المتحف يتضمن أيضا مكتبة ومتحفا للأطفال، ومركز تعليمي يُعلم الزوار صنع الحرف اليدوية من خلال ورش عمل، فضلا عن مركز الترميم، حيث يمكن للزائر رؤية خبراء الترميم يقومون بعملهم لترميم آلاف القطع الأثرية.

ونوه بأن المتحف يضم أيضا مكتبة ومتحفا للأطفال بالاضافة إلى مطاعم وأماكن للتسوق، لكنه شدد في نفس الوقت على أن عناصر الترفيه هذه يجب أن تكون مرتبطة بالتراث المصري.

كما تطرق الدكتور غنيم إلى التعاون المثمر مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي ، حيث وفرت قرضا ميسّرا يتجاوز 750 مليون دولار، مشيرا أيضا إلى التعاون مع فرنسا، حيث تقدم الدعم الفني والتقني أيضا.

وفيما يتعلق بالاستدامة، أوضح أن المتحف معني بأنواع الاستدامة المختلفة، سواء كانت بيئية أو مالية أو اجتماعية، وقد ساهم كل منها في تحقيق الاستدامة البيئية، مشيرا كذلك إلى فوز المتحف بجائزة المشروع الأفضل على مستوى العالم لعام 2024 من الاتحاد الدولي للمهندسين الاستشاريين، ليُكرم كأحد أبرز المشاريع المعمارية العالمية التي تجمع بين الابتكار والهندسة المتطورة.

وختم حديثه بالاشادة بالدور البارز الذي لعبه الدكتور خالد العناني، في الاشراف على بناء المتحف خلال فترة عمله كوزير السياحة والاثار.
من جانبه، ألقى السفير "كانو تاكيهيرو"، المندوب الدائم لليابان لدى اليونسكو، كلمة أكد فيها التزام اليابان تجاه المتحف المصري الكبير خلال الفترة الماضية

وأيضا في المستقبل. فقد ساهمت اليابان في المتحف عبر تقديم قروض ميسرة لتمويل الإنشاءات، وتقديم دعم فني وتقني في مجالات مثل الترميم والتدريب.

كما تحدثت الدكتورة "سونيا رمزي"، رئيسة الجمعية الدولية لأصدقاء متاحف مصر ، عن المتحف المصري الكبير، وما يمثله من قوة دافعة للسلام والتنمية بما يتماشى مع أجندة الأمم المتحدة 2030.

وتم عرض فيلم وثائقي عن المتحف ومقتنياته الثمينة والافتتاح الرسمي. وقد لاقى الفيلم إعجابا شديدا من الحضور الذين عبروا عن سعادتهم بالقيمة الثقافية التي يحملها هذا الصرح الثقافي الكبير.

نظم الوفد الدائم لمصر لدى اليونسكو هذا الحدث الثقافي بالتعاون مع الجمعية الدولية لأصدقاء متاحف مصر، بحضور سفراء وممثلي الدول الأعضاء بالمنظمة ولفيف من الشخصيات العامة بمقر المنظمة بباريس.
 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا