نظّم المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة احتفالية كبرى بعنوان "معًا نقدر"، وذلك برعاية وتشريف السيدة انتصار السيسي، حرم فخامة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، وبحضور عدد من الوزراء والشخصيات العامة، وعدد من الأسر والأشخاص ذوي الإعاقة، في مشهد يعكس التقدير العميق لقوة الأسرة المصرية ودورها المحوري في دعم وتمكين أبنائها.

تأتي الاحتفالية في إطار المبادرة القومية "أسرتي قوتي"، التي أطلقها المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة في يناير 2023، ضمن المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، والممتدة حتى عام 2026، والتي حققت منذ انطلاقها نتائج ملموسة على صعيد التوعية والتأهيل والدمج المجتمعي بجميع محافظات الجمهورية.

وخلال الاحتفالية، قامت السيدة انتصار السيسي، حرم فخامة رئيس الجمهورية، بتكريم عدد من الأسر المصرية التي قدّمت نماذج متميزة في دعم وتمكين أبنائها من الأشخاص ذوي الإعاقة، في لفتة إنسانية تؤكد أن الأسرة هي الحصن الأول، والمصدر الحقيقي للدمج والتمكين، وأن الاستثمار في دعمها هو الطريق لبناء مجتمع أكثر عدالة وشمولًا.

وفي كلمتها، قالت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة: "أتقدم بخالص الشكر والتقدير للسيدة انتصار السيسي، لرعايتها الكريمة واهتمامها الدائم بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، وفي عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، شعر الأشخاص ذوو الإعاقة بالعدالة الاجتماعية، وبالاستثمار الحقيقي في طاقاتهم".

وأكدت:"إن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة تمثل أولوية وطنية في الجمهورية الجديدة، لأنه من حقهم أن يعيشوا في بيئة متاحة بلا حواجز، دامجة، صديقة للإعاقة، تراعي الحق في الحياة الكريمة، وتستوعب جميع فئات المجتمع.
بيئة تضمن العمل اللائق، والصحة الجيدة، والسكن الآمن، داخل محيط مجتمعي يحترم الإنسان، ويؤمن بالدمج الكامل مكانيًا، ومعلوماتيًا، وتكنولوجيًا."

وأضافت في كلمتها "نجتمع اليوم تحت شعار "معًا نقدر" لنحتفل بالأسرة المصرية الأصيلة، هذا الحصن والداعم الأساسي لأبنائها من ذوي الإعاقة، والتي كان لها الدور العظيم في رعايتهم وتنشئتهم، وصناعة أجيال قادرة على النجاح والعطاء. ومن واقع تجربتي الشخصية، أؤمن أن "أسرتي هي قوتي"، فقد كانت أسرتي هي القوة الحقيقية التي جعلتني أقف اليوم أمامكم في هذه المكانة.

وأشارت المشرف العام على المجلس أن مبادرة "أسرتي قوتي" تهدف إلى: توعية الأسر بحقوق أبنائهم من ذوي الإعاقة، تأهيل وتدريب الأسر على آليات الدعم والتمكين، تسليط الضوء على النماذج الناجحة من الأبناء وأسرهم، تعزيز مفاهيم الدمج وبناء مجتمع شامل لا يُقصي أحدًا.

معلنة أنه تم خلال المبادرة تدريب وتأهيل أكثر من 5000 أسرة في 16 محافظة حيث استهدفت المرحلة الأولى (2023 – 2024) 10 محافظات، ووصلت المبادرة إلى 3000 أسرة، وشملت المرحلة الثانية (نوفمبر 2024 – مارس 2025) 6 محافظات إضافية، واستهدفت 2000 أسرة، وتم من خلال المبادرة تقديم ورش توعية، دعم نفسي، إرشاد أسرى، ومواجهة مباشرة مع مقدمي الخدمات الحكومية في قطاعات التعليم، الصحة، التضامن، الثقافة، والرياضة.

وأشارت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة إلى أن المبادرة تعتمد على آليات عمل دقيقة تشمل: تنسيقًا كاملًا مع وزارات ومحافظات ومديريات الخدمات، استبيانات ميدانية، استمارات متابعة، لقاءات حوارية مع المتخصصين، مشاركة منظمات المجتمع المدني، والمجالس القومية، وخبراء في الإعاقة والتنمية.

وقالت المشرف العام على المجلس: "جاءت احتفالية "معًا نقدر" تأكيدًا على أن بناء الوطن لا يكون إلا بتكاتف كل عناصره، وعلى رأسها الأسرة المصرية، التي كانت وستظل مصدر القوة، وسر النجاح

وخلال الاحتفالية تم عرض فيلم تسيجلي عن جهود الدولة المصرية في دعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وكذلك جهود المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، جاء فيه " إن إنشاء المجلس كأول آلية وطنية مستقلة، له دور محوري في تعزيز هذه الجهود، من خلال وضع السياسات العامة الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة ومتابعة تنفيذها، وتلقي الشكاوى، وتقديم المقترحات القانونية، بما يضمن ترجمة الحقوق إلى واقع ملموس، ويُرسّخ نهج الدولة في بناء مجتمع شامل لا يُقصي أحدًا.

ومنذ إنشائه يواصل المجلس دوره الحيوي في دعم وتمكين ذوي الإعاقة، من خلال حزمة متكاملة من الحملات والمبادرات النوعية، والتعاون مع مختلف الجهات والوزارات، وتنفيذ الدورات التدريبية، وتقديم الإرشاد الصحي والنفسي، بالإضافة إلى إطلاق برامج دعم الأسرة.

حيث أطلق المجلس عددًا من المبادرات الهادفة، من أبرزها: "صوتك حقك" لتعزيز المشاركة السياسية، ولأول مرة بطاقة التصويت بطريقة، ومبادرات "اكتشفني" لدمج الأطفال ذوي الإعاقة، و"صحتنا في رياضتنا" لدعم الأبطال البارالمبيين، و"حرفتنا من تراثنا" للتمكين الاقتصادي، و"أسرتي قوتي" التي تمثل نقلة نوعية في دعم الأسرة وتمكينها. كما أطلق المجلس مبادرة "خدماتي في محافظاتي" لتيسير حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على الخدمات والرعاية في مختلف المحافظات، ومبادرة "نحو مدن مستدامة" التي تسعى إلى خلق بيئة عمرانية دامجة تضمن سهولة الوصول والحركة في المرافق العامة والبنية التحتية.

كما يعمل المجلس بشراكة وثيقة مع الوزارات والمؤسسات الوطنية كجهات منفذة ومقدمة للخدمة لضمان إدماج مكون الإعاقة في الاستراتيجيات والسياسات العامة، ومن أهم هذه الوزارات: التضامن الاجتماعي، الشباب والرياضة، العمل، وزارة الصحة، العدل، الثقافة، التعليم العالي، التربية والتعليم، الخارجية، الداخلية، ومن المؤسسات البنك المركزي، المجالس المتخصصة، الهيئة الوطنية للانتخابات، بالإضافة إلى مشاركته في صياغة الاستراتيجيات الوطنية مثل الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وتمكين المرأة، والاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية في مصر، والاستراتيجية الوطنية لتغيير المناخ 2050، ويستعد لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للإعاقة 2025–2030.

كما نفذ المجلس أكثر من 85 ورشة تدريبية استفاد منها 3400 من مقدمي الخدمات، شملت مهارات التواصل، والتوعية الحقوقية، ولغة الإشارة. كما قدّم نحو 100 ندوة توعوية حول الشمول المالي، استفاد منها 10 آلاف شخص من ذوي الإعاقة. وإيمانًا بأهمية التمكين الاقتصادي، نظم المجلس أكثر من 2000 معرض لمنتجات الأشخاص ذوي الإعاقة، تشجيعًا لدمجهم في سوق العمل.

ويعمل المجلس على ضمان وصول الأشخاص ذوي الإعاقة لجميع الخدمات وأشكال الإتاحة، سواء في التعليم، الرعاية الصحية، أو الخدمات الاجتماعية، بما يساهم في خلق بيئة أكثر دمجًا وتكاملًا لهذه الفئة الهامة من المجتمع.

وقالت الدكتورة إيمان كريم إن ما تقوم به مصر اليوم في مجال الإعاقة، وما يقدمه المجلس القومي للأشخاص ذوي الاعاقة من جهود، ليس مجرد برامج متفرقة، بل هو مسار وطني متكامل نحو بناء مجتمع أكثر شمولًا وعدالة، لا يُقصي أحدًا، ولا يُهدر طاقة.