الارشيف / عرب وعالم / SputnikNews

نذر الحرب... كيف بدأت المواجهة بين الصين وتايوان؟ وهل تتدخل أمريكا عسكريا؟

عندما سئل في لقاء لشبكة "سي إن إن"، الخميس، عما إذا كانت بلاده ستتحرك لحماية تايوان حال تعرضت الأخيرة لاجتياح صيني، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن "نعم، لدينا التزام بذلك".

© REUTERS / WHITE HOUSE

هذا التعليق أثار حفيظة بكين، التي قالت وزارة خارجيتها، الجمعة، إنها لن تتنازل أو تقبل بأي تسويات فيما يتعلق بقضايا المصالح الرئيسية وسيادة وسلامة أراضيها.

تتعاون واشنطن مع تايوان من منطلق قانون العلاقات الثنائي بينهما، والذي يرجع لعام 1979، وينص على تزويد الجزيرة بالسلاح اللازم للدفاع عن نفسها، ولكنه يتسم ببعض الغموض فيما يتعلق بالتدخل العسكري لحماية تايوان.

القصة من البداية

انقسمت تايوان والصين في عام 1949 عندما فر القوميون بقيادة تشيانغ كاي شيك، إلى الجزيرة لتشكيل حكومة استبدادية منفصلة بعد خسارة الحرب الأهلية في البر الرئيسي أمام شيوعي ماو تسي تونغ، حسبما ذكر تقرير لوكالة "فرانس برس".

وادعى كلا الجانبان أنهما يمثلان الصين، وخلال العقود الثلاثة الأولى، ظل الصراع محتدما، في ظل قصف الصين بانتظام للجزر التايوانية القريبة من البر الرئيسي.

لكن بدأ الوفاق لاحقا، وتلاه اتفاق ضمني في عام 1992 حيث استقر الجانبان على وجود "صين واحدة" لكنهما اختلفا حول ما يعنيه ذلك. ومنذ ذلك الحين، ظهرت هوية تايوانية أكثر تميزا ترى الجزيرة كدولة مستقلة بحكم الواقع، ولها مصير منفصل عن البر الرئيسي الصيني.

تكره بكين الرئيسة تساي إنغ ون من الحزب التقدمي الديمقراطي الحاكم لأنها تعتبر تايوان دولة مستقلة بحكم الواقع وليست جزءا من مفهوم "صين واحدة". يؤيد حزب الكومينتانغ المعارض في تايوان الآن توثيق العلاقات مع الصين ويتمسك بـ"توافق 1992".

موقف الولايات المتحدة

في أعقاب الحرب الأهلية في الصين، اعترفت معظم الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، بجمهورية الصين التابعة لتشيانج وليس جمهورية الصين الشعبية التابعة لماو.

© REUTERS / MICHAEL DALDER

لكن هذا بدأ يتغير في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي عندما أصبح من الواضح بشكل متزايد أن القوميين لن يعودوا أبدا إلى السلطة في البر الرئيسي، وكان من الضروري إقامة علاقات مع الصين الشيوعية.

بدأت الدول في تحويل الاعتراف الدبلوماسي إلى بكين، وهو ما فعلته واشنطن في عام 1979، لكنها حافظت على موقف محسوب بعناية و"غير شفاف" عن عمد تجاه تايوان وما يجب أن يحدث لها.  يُعرف العنصر العسكري للنهج الأمريكي بـ"الغموض الاستراتيجي".

في الفترة التي سبقت التحول الدبلوماسي عام 1979، لم تجعل الولايات المتحدة الأمريكية تايوان حليفا بدرجة اليابان وكوريا الجنوبية، حيث تتعهد بتدخل القوات الأمريكية للدفاع عن هذه الدول في حالة وقوع هجوم.

لكنها لم تتخل تماما عن تايوان أيضا، وأقر الكونغرس قانونا يقضي ببيع الأسلحة إلى تايوان للدفاع عن نفسها بشكل مناسب، كما أن الولايات المتحدة لم تستبعد قط مساعدتها لتايوان.

تم تصميم هذه السياسة لفرض السلام من خلال إبقاء كلا الجانبين في حالة تخمين، ولم تكن بكين متأكدة مما إذا كان الغزو سيؤدي إلى حرب شاملة مع الولايات المتحدة.

كما تتجنب تايوان إعلان الاستقلال رسميا - وهو خط أحمر لبكين - لأنها لا تستطيع أن تضمن أن الولايات المتحدة ستدافع عنها.

وأيضا حافظت الولايات المتحدة على عنصر سياسي غامض مماثل تجاه تايوان، حيث اعترفت بـ"سياسة الصين الواحدة" واعتبرت جمهورية الصين الشعبية الحكومة الشرعية الوحيدة للصين.

لكنها لم تتخذ أي موقف بشأن تايوان عن عمد سوى القول إن مستقبل الجزيرة يجب أن يقرره شعب تايوان وإنه لا ينبغي إجراء أي تغيير في الوضع الراهن بالقوة.

ويختلف هذا الموقف بشكل واضح عن "مبدأ الصين الواحدة" الذي تتبناه بكين، والذي يؤكد أن تايوان جزء لا يتجزأ من جمهورية الصين الشعبية ليتم لم شملها يوما ما مع البر الرئيسي.

هل الغزو ممكن عسكريا؟

هناك مناقشات جادة بين الخبراء حول ما إذا كان "الغموض الاستراتيجي" له أنياب في عصر تشهد الصين فيه حكما قويا، قام بتحديث جيشها إلى درجة قد تتمكن من خلالها من اجتياح تايوان.

© AP Photo / Str/HO

في عهد الرئيس شي جين بينغ، أصبحت الصين أكثر حدة بشكل واضح تجاه تايبيه في السنوات الأخيرة، وجعل من استعادة الجزيرة وعدا أساسيا في حين يسعى إلى ولاية ثالثة في العام المقبل.

يواجه شي أيضا ضغوطا من المتشددين الذين يرون استقلال تايوان عن البر الرئيسي صفعة على وجه الحزب الشيوعي الصيني. كثف الجيش تدريباته التي تحاكي الغزو، فيما تحلق الطائرات المقاتلة والقاذفات الصينية بشكل روتيني إلى منطقة الدفاع الجوي التايوانية.

لعقود من الزمان، لم يعتقد أحد أن الصين لديها القدرة العسكرية لغزو برمائي لتايوان، لكن المسؤولين التايوانيين يخشون الآن أن يكون ذلك ممكنا قريبا.

يجادل عدد متزايد من الخبراء الأمريكيين بأنه يجب على واشنطن التحول إلى "الوضوح الاستراتيجي"، والذي يقضي بأن الجيش الأمريكي سيرد على غزو تايوان، على الرغم من أن واشنطن لن تتخذ موقفا بشأن وضع الجزيرة.

أولئك الذين يدافعون عن استمرار "الغموض الاستراتيجي" يجادلون بأن الالتزام الصارم بالدفاع عن تايوان قد يكون كارثيا، لأنه قد يكون مجرد العذر الذي قد تستخدمه بكين لتبرير الغزو.

طالع أخبار العالم الآن عبر سبوتنيك

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة SputnikNews ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من SputnikNews ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.