الارشيف / منوعات / الفجر

القمص اثناسيوس فهمي: القديس أثناسيوس وثق كتابيًا كل مبدأ للأنبا أنطونيوس

تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية اليوم بعيد القديس العظيم الأنبا انطونيوس اب الرهبان، وقال القمص إثناسيوس فهمي جورج مدير مدرسة تيرانس للعلوم اللاهوتية في تدوينة له، يعتبر كتاب سيرة أنطونيوس بقلم البابا أثناسيوس الرسولي من أهمّ وأقدم الكتابات التي تخص عِلم (الأجيولوچيا)؛ وهو العِلم الخاص بأدب سِير القديسين، وفي هذا الكتاب الأسانيد الكتابية التي تفسر كل فعل وسلوك في حياة القديس أنطونيوس المصري أبي الرهبان في العالم كله.

وأضاف مدير مدرسة تيرانس للعلوم اللاهوتية، أن القديس أثناسيوس كلاهوتي بارع أراد أن يوثق كتابيًا كل مبدأ وقول جاء في السيرة العطرة التي لفخر الرهبنة، والتي دوَّنها لنا وللأجيال كلها في صورة قصصية وفي شكل رسالة ووسيلة إيضاح للقديس أنطونيوس كناسك إنجيلي؛ واصفًا طريقة حياة أنطونيوس المباركة وأخبار ذكرياته.

وتابع القمص إثناسيوس فهمي جورج، ومن هنا جاءت سيرته تصويرًا واقعيًا لجانب من الحقيقة الإلهية بعد أن صار طريقُه مطروقًا من كل الساعين في دُرُوب الكمال، وبعد أن امتدّت الحياة الإلهية العاملة في سيرته، وزادت شعلتها وحركتها لتشمل العالم كله وليقتدي به كثيرون من كل الأمم والشعوب، وبعد أن تحول إلى ملاك بشري محبًا لأولاده ساهرًا صاحيًا مبادرًا معتدلًا، وقد أعطاه الله نعمة عمَّر بها البراري وجعل منها مدينة لله.

واحتوت السيرة على أوصاف القديس أنطونيوس، والتي وُصف فيها بتواضع الروح والدِعة والطِيبة، وبطلعته التي كانت تنمّ عن نعمة عظيمة وعجيبة مُعطاة له من المخلص، كذلك تميز برصانة الأخلاق وطهارة النفس والخلو من كل شائبة، هيئته ساكنة هادئة ومُفرحة، ونفسه سالمة سلامية. لم يوجد حزينًا أو مُشتتًا ولا عابسًا ولا ضاحكًا، ولم يكن ذليل النفس أبدًا، لكن قلبه كان جَزِلًا وشجاعًا مطيعًا للوصية الإلهية، منطلقًا بالروح الإنجيلية، التي صارت له مَكينة الأصول في جعل الوصية واقعًا، فلم تكن طاعته للكلمة مجرد كلام ولغو لسان؛ ولا مجرد عبارات فمّية باستخفاف، لكنه أمسك بالوصية وعاشها.

لذلك أنعم الله عليه بموهبة إلهامية باطنية وتسلم التقليد الملائكي، فأظهر مبررات الإيمان لا بالجدال، لكن بالسلوك القائم على الإنجيل الحي. كذلك نُسكه لم يكن لنوال مجد أو مديح أو إشباع نفسي، لكنه ذبيحة حية مرضية أمام الله؛ تنمّ عن سَويّة عالية، جعلته يتحسس نبض الطهارة والجهاد الروحي، فصار سلوكه وسيرته (قانون حياة) ذات غرض مستقيم لا يتبدل ولا يتلوّن، وعندما زادت عليه حروب الشياطين الثقيلة لم ينظر إلى الوراء ولم يتشتت، لكنه كان موصولًا بتيار حياة مسيح البراري الذي أبطل حُجج العدو الشرير على جبل التجربة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الفجر ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الفجر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.