رجاء عبده تخلى عنها الحظ بعدما نافست أسمهان وليلى مراد
سميحة توفيق نجمة تحطمت أحلامها بسبب الزواج والمرض
أمينة شريف عمة يسرا التى لا يعرفها أحد
آمال وحيد ملكة جمال فشلت فى الزواج والفن
ومحمود إسماعيل المعلم سلطان الذى نافس المليجى ووحش الشاشة
كثيرا ما يلعب الحظ دورا كبيرا فى حياة الفنان، فينقله إلى مصاف كبار النجوم ويحظى بالشهرة والأضواء والأدوار الكبيرة، أو يجعله حبيس الأدوار الثانوية منتظرا فرصة للتألق ولكنها لا تأتى، أو يبدأ الفنان مشواره قويا ثم سرعان ما يخفت نجمه ويتراجع، وفى معظم هذه الأحوال يكون الفنان موهوبا ولكن ينقصه شىء ما يحول بينه وبين النجومية أو استمرارها، فالموهبة وحدها لا تكفى للاستمرار فى طريق النجومية أو لصعود سلم المجد، وكم من موهوب لم يستثمر موهبته ولم يتعامل معها بالقدر الذى يرفعه إلى مصاف كبار النجوم. فى التقرير التالى نرصد مشوار عدد من فنانى الزمن الجميل الذين لم يحالفهم الحظ ولم تستمر نجوميتهم، وطوى بعضهم النسيان.
بوسطجية رجاء عبده
كان من بين هؤلاء النجوم الذين حالفهم الحظ فى بداية مشوارهم، ثم تخلى عنهم، الفنانة رجاء عبده صاحبة أغنية البوسطجية اشتكوا الشهيرة، والتى حازت شهرة كبيرة فى الإذاعة وهو ما فتح لها أبواب السينما، فشاركت فى فيلم وراء الستار عام 1937 والذى أخرجه كمال سليم.
رجاء عبده
بلغت رجاء عبده فى بداية مشوارها الفنى قمة النجاح، وذلك بمشاركتها ببطولة فيلم «ممنوع الحب» الذى تقاسمت فيه البطولة مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عام 1942، وكانت قبله مرشحة لفيلم الوردة البيضاء.
وبعد «ممنوع الحب»، انطلقت رجاء عبده فى مشوارها الفنى ومثلت عدة أفلام ناجحة حتى قامت ببطولة فيلم «الحب الأول»، والذى قاسمها البطولة فيه الفنان جلال حرب سنة 1945، وأنتجه موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وقامت فيه رجاء عبده بدور فتاة ليل، ولم يحقق الفيلم نجاحا كبيرا، رغم نجاح أغنية البوسطجية اشتكوا التى لحنها لها عبدالوهاب، ومن بعد هذا الفيلم بدأ يخفت نجم الفنانة التى وضعها الجمهور فى بداياتها فى مرتبة قريبة من أسمهان وليلى مراد، وبعدها بدأت رجاء عبده تشارك فى الإنتاج حتى خسرت معظم أموالها فى فيلم «حبايبى كتير» وانطوت على نفسها، ثم تزوجت وأنجبت وانشغلت بالحياة العائلية وابتعدت عن الفن لفترة 13 عاما، ثم عادت فى أدوار لم تحقق التأثير الكبير وكان آخر مشاركاتها فى فيلم «كباريه الحياة» عام 1977، ورحلت رجاء عبده عن عالمنا عام 1999 عن عمر ناهز 80 عاما.
سميحة توفيق
كانت الفنانة سميحة توفيق تبشر فى بداياتها بنجمة كبيرة من نجمات الصف الأول وتصدرت صورتها أغلفة المجلات، ولكنها سرعان ما توارت ولم تحقق الأمجاد المتوقعة لها.
سميحة
ولدت سميحة توفيق فى محافظة الفيوم عام 1928 من أسرة تعمل بالسيرك وشقيقها الممثل ومنفذ المعارك السينمائية الطوخى توفيق، وعمتها سميحة الطوخى من أوائل الممثلات فى مصر.
واكتشفها الفنان يوسف وهبى ومنحها أول دور لها عام 1944 فى فيلم «غرام وانتقام»، حيث ظهرت حاملة للزهور خلف أسمهان بأغنية «امتى هتعرف»، وكان عمرها 16 عاما.
وخلال الخمسينيات قامت سميحة توفيق بأدوار البطولة فى عدد من الأفلام، واشتهرت بأدوار الإغراء، حيث تمتعت بجمال وفتنة كبيرة، وظلت لمدة 3 سنوات فى بؤرة الأضواء كنجمة من نجمات الصف الأول، حيث أثبتت قدراتها الفنية، ولكنها اعتزلت الفن بعد زواجها، كما عانت من بعض الأمراض وازداد وزنها، وهو ما أعاقها عن الاستمرار فى مسيرتها الفنية بنفس القوة.
وعادت سميحة بأدوار بسيطة فى الثمانينيات، ومن أشهر أدوارها «الراقصة اليهودية» فى فيلم «هجرة الرسول» عام 1964، ومشاركاتها فى أفلام: ليلة الدخلة عام 1950، وابن النيل عام 1951، وعفريت سمارة عام 1959، وشخصية «أم دلال» فى فيلم نحن لا نزرع الشوك، وسكينة فى فيلم ريا وسكينة عام 1983، والحريف عام 1984.
وكان أشهر أدوار سميحة توفيق شخصية أم بدوى فى مسرحية «ريا وسكينة» أمام الفنانتين شادية وسهير البابلى.
وبعد تقدمها فى العمر اعتزلت سميحة توفيق الفن عام 1987 حتى وفاتها عام 2010 عن عمر ناهز 82 عاما.
جميلات ولكن
وفى زمن الفن الجميل ظهرت بعض الفنانات الجميلات اللاتى كن يحلمن بالشهرة والنجومية، وكانت بدايتهن واعدة، ولكن سرعان ما انطفأ نجمهن واختفين ولم يعد يذكرهن إلا القليل.
ومن بين هؤلاء الفنانات الفنانة مونا فؤاد التى قدمها المخرج والمنتج حسن رضا فى فيلمه البوليسى «خيال امرأة» عام 1948، والذى قامت ببطولته كاميليا وكمال الشناوى، وكان رضا يتوقع لها مستقبلا فنيا كبيرا، ولكن انحصرت مونا المولودة عام 1928 فى عدد قليل من الأدوار الثانوية خلال فترة الخمسينيات، منها أفلام: عبيد المال وأنا الحب ونهارك سعيد، ثم اختفت للأبد حتى وفاتها عام 1993، ويقال إن مونا ذات الأصول الفرنسية تحالف ضدها معارضة أسرتها لعملها بالفن، إضافة إلى عدم قدرتها على التخلص من لكنتها الأجنبية، ما جعل المنتجين لا يطلبونها فى أى أعمال فاضطرت للاعتزال، بعد زواجها من رجل سورى عام 1956 وإنجابها 3 أبناء، تفرغت لرعايتهم.
وفى عام 1992 أصيبت مونا فؤاد بنوع نادر من الربو وسافرت للعلاج بإسبانيا حتى توفاها الله عام 1993.
أمينة شريف عمة يسرا
من بين هؤلاء الفنانات الفنانة أمينة شريف المولودة عام 1912، والتى تميزت بوجه وملامح هادئة وبدأت حياتها الفنية مع الفرق المسرحية الكبرى، حيث ارتبط اسمها وأعمالها بعظماء الفن والمسرح المصرى ومنهم يوسف وهبى وجورج أبيض وأمين عطا الله.
وكان أول ظهور لأمينة شريف فى السينما عام 1942 وكان عمرها وقتها ثلاثين عاما، فى فيلم «على مسرح الحياة»، بطولة حسين رياض وروحية خالد وأنور وجدى، وفى نفس العام شاركت فى فيلم «أحب الغلط»، بطولة تحية كاريوكا وفؤاد شفيق، وفى العام التالى 1943 شاركت فى بطولة فيلم «حب من السماء» أمام الفنان محمد أمين.
أمينة شريف
وكان أشهر أعمال أمينة شريف وهى عمة الفنانة الكبيرة يسرا، فيلم غرام وانتقام عام 1944، بطولة أسمهان ويوسف وهبى، حيث قامت بدور منيرة شقيقة يوسف وهبى التى تذهب للإقامة معه، ولكن صديقه المستهتر أنور وجدى يغرر بها ويخدعها ويعتدى عليها ثم يرفض الزواج منها.
وشاركت أمينة شريف فى عدد من الأفلام السينمائية، وكان آخر أعمالها فيلم عمالقة البحار عام 1960، بطولة أحمد مظهر ونادية لطفى، وابتعدت أمينة شريف بعد ذلك عن الفن حتى وفاتها عام 1981.
آمال وحيد
من بين الجميلات اللاتى لم يحالفهن الحظ فى الفن الفنانة آمال وحيد التى فازت بلقب ملكة جمال مصر عام 1945، وهو ما شجع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب للاستعانة بها فى فيلم «لست ملاكا»، وكان يظن أنها ستكون من عوامل جذب الجمهور للفيلم، حيث تحدثت الصحف والمجلات عنها كثيرا بعد أن شاركت فى نفس العام بفيلم «ابن الشرق»، وهو أول عمل فنى لها بطولة الفنانة مديحة يسرى، ولكن لم يحدث ما توقعه عبدالوهاب بعد عرض فيلم لست ملاكا عام 1946، رغم الدعاية الضخمة لاسم آمال وحيد، التى أكدت الصحف أنها ستبلغ مكانة فنية لم تصل إليها إحدى نجمات الفن وقتها.
امال وحيد
ولم تحقق آمال نجاحا كبيرا، واقتصرت أدوارها بعد ذلك على بعض الأدوار الثانوية فى نحو 12 فيلما سينمائيا خلال الفترة من الأربعينيات وحتى منتصف الخمسينيات، منها أفلام: حب وإعدام، شمعة تحترق، ليالى الأنس، وضربة القدر.
وكانت الفنانة الجميلة ابتعدت عن الفن بعد زواجها، وعندما انفصلت عن زوجها حاولت العودة للفن، ولكن انحصرت فى هذه الأدوار الثانوية وطواها النسيان، ولم يساعدها الجمال وحده على الاستمرار فى طريق الفن.
المعلم سلطان
من بين الفنانين الذين ينطبق عليهم وصف فنان قليل البخت رغم موهبته، الفنان محمود إسماعيل، الذى أتقن أدوار الشر، فجسد شخصية رئيس العصابة والبلطجى، وكان من أشهر أدواره دور المعلم سلطان فى فيلم سمارة الذى قامت ببطولته الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا.
محمود إسماعيل
وكانت موهبة محمود إسماعيل المولود عام 1914 تؤهله لمنافسة نجوم الشر أمثال فريد شوقى ومحمود المليجى، لكن لم يحالفه الحظ ليحقق نفس الشهرة والنجومية.
ورغم أن بداية محمود إسماعيل كانت بدور صغير فى فيلم العزيمة، إلا أنه لفت الأنظار بموهبته، ووصل إلى قمة مجده السينمائى فى فيلم «نور من السماء» الذى قام ببطولته عام 1947، وفيلم سمارة عام 1956، ولكنه كان يختفى كثيرا عن الساحة الفنية مما أثر على نجوميته.
وكان إسماعيل يعمل إضافة إلى التمثيل ككاتب إذاعى ومخرج سينمائى مصرى، وبدأ حياته ممثلا مسرحيا فى الفرقة القومية المصرية، وكتب عددا من الأفلام منها: «طاهرة» و«المهرج الكبير» و«بنت الحتة»، ومن المسلسلات التى كتبها: «بياعة الورد» و«توحة».
واختفى محمود إسماعيل من الساحة الفنية بضع سنوات، ثم عاد مرة أخرى ليظهر بشكل متقطع فى أفلام فى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات منها: «الدرب الأحمر، الولد الغبى، الغضب»، وكان لهذا الغياب دور كبير فى عدم وصول محمود إسماعيل إلى النجومية والشهرة التى حققها غيره من نجوم الشر، ورحل الفنان محمود إسماعيل عن عالمنا عام 1983.
نجوم الفيلم الواحد
فى السينما قد نرى بعض الوجوه التى تتصدر أسماؤها أفيشات الأفلام لمرة واحدة ويحظون بالبطولة المطلقة فى عمل واحد أو أعمال قليلة ثم يختفون بعد ذلك للأبد.
عمرو الترجمان
ومن بين هذه الوجوه الفنان الوسيم عمرو الترجمان بطل فيلم «المعجزة» الذى قامت ببطولته الفنانة الكبيرة شادية وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وكانت الفناناتان الكبيرتان تتنافسان فى الفيلم على قلب الترجمان الذى اختفى بعد هذه البطولة.
وكان الترجمان يشغل وظيفة مدير مكتب سفريات فى شارع قصر النيل، ويتقاضى مرتبا شهريا لا يقل عن 50 جنيها وهو مبلغ كبير بمقاييس هذا العصر، وقيل له وقت اختياره للبطولة أنه يجب أن يترك عمله فى مكتب السفريات، لأنه لا يصح أن يكون بطلا فى فيلم كبير أمام سيدة الشاشة العربية والنجمة شادية، ويظل وراء مكتبه الوظيفى يقطع التذاكر لفلان ويشحن عفش لفلان، ولكن رفض عمر الترجمان الاقتراح وقال: إن وظيفة فى اليد خير من شهرة على الشجرة، وأنه لا يريد أن يقطع رزقه من مكتب السفريات قبل أن يرسخ أقدامه فى الفن.
وكان عمرو الترجمان اكتشاف سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، حيث رأته يمثل دورا صغيرا فى فيلم «لا تطفئ الشمس»، فرشحته ليكون البطل الأول لفيلم «المعجزة» وكان مرشحا لهذا الدور الفنان الكبير يوسف شعبان، ولكن رأت سيدة الشاشة أن شخصية شعبان القوية تتناسب مع دور «عباس» البلطجى بالفيلم.
وبالفعل لم يكمل الترجمان مشوار الفن واختفى بعد فترة وأصبح من أصحاب الدور والبطولة الواحدة فى السينما.
وسبق الترجمان نماذج أخرى لفنانين عرفوا البطولة لمرة واحدة أو صعد اسمهم فى عمل أو أعمال قليلة ثم اختفوا للأبد، ومنهم الفنان وحيد صالح الذى لا يكاد يعرف أحد اسمه رغم أنه قام بدور البطولة فى فيلم «الحب لا يموت» أمام راقية إبراهيم عام 1948 ثم اختفى فنيا للأبد بعد هذا الفيلم، وكذلك الفنان أحمد منصور الذى شارك فى بطولة فيلمين أو ثلاثة منها فيلم «زهرة» أمام بهيجة حافظ عام 1947، وفيلم القناع الأحمر فى نفس العام بطولة فاتن حمامة ويوسف وهبى.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.