الارشيف / السعودية / المواطن

جناح المملكة في إكسبو دبي يجمع خبراء الإبداع

استهل جناح المملكة في معرض “إكسبو دبي” جلسات “الملتقى السعودي” بجلسة حوارية عنوانها “صنائع الفن”، ناقشت الصناعات الإبداعية في نمو القطاع الثقافي في المملكة، والدور الذي تلعبه في إحداث التغيير في المجتمع، وانعكاسات ذلك على أرض الواقع.

وشارك في الجلسة الحوارية التي عقدت في حديقة النخيل داخل جناح المملكة، وأدارها ياسر السقاف، كل من: روبرت فريث، من مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وفرانسيسكا هيجي، من مهرجان إدنبرة الدولي، وسارة العمران، نائبة مدير فن جميل، ونورا الدبل من الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وروبرت بوك، ممثل مهرجان “ميدل بيست” في المملكة.

صناعات إبداعية

وفي بداية الجلسة، توقف روبرت فريث، عند الدور الذي تلعبه الصناعات الإبداعية في إحداث تغيير في المجتمع، معتبراً أن مفهوم صناعة الإبداع لا يقتصر فقط على الموسيقى وإنما يشمل كافة أنواع الترفيه بلا استثناء، مؤكداً أن هذه الصناعة أحدثت تغييراً واسعاً وجذرياً في المجتمعات، “حيث أصبحنا نرى الإبداع في مختلف جوانب حياتنا، وبتقديري أن مركز “إثراء” استطاع منذ افتتاحه في 2016 وحتى الآن، أن يترك أثراً ايجابياً في المجتمع السعودي، كما نجح في التأقلم مع التغيرات التي تحدث على أرض الواقع، وذلك انطلاقاً من إيمانه بأهمية الثقافة ودورها في إحداث التغيير في المجتمع”، وأكد روبرت أن مركز “إثراء” مفتوح أمام كافة أجيال المجتمع، متابعاً القول “عندما نطرق باب الصناعات الإبداعية فنحن لا نتحدث عن فئة محددة، وإنما عن كافة فئات المجتمع، ولتفعيل هذه الصناعات، نحن بحاجة إلى تحفيز المهارات الفردية والتعليمية وتطوير نظرتنا إلى الأشياء”.

من جانبها أكدت هيجي أن الثقافة والابداع وجهان لعملة واحدة، إذ يمثلان مرآة للمجتمع، وبالتالي فهما يلعبان دوراً مهماً في إحداث التغيير في المجتمعات بشكل عام، متوقفة عند تجربة المملكة المتحدة، التي تمثل الصناعات الإبداعية فيها، رافداً مهماً للاقتصاد المحلي، كما أن جميع الذين يعملون في هذا المجال استطاعوا إحداث تغيير ملموس في المجتمع، مضيفة “معظم الصناعات الإبداعية صغيرة، و95% منها تقوم على 10 أشخاص أو أقل، وتمتاز بمرونتها وباعتمادها على المهارات والابتكار”، لافتة النظر إلى أن منظمة “اليونسكو” تقدر إيرادات الصناعات الإبداعية بما يقارب 2.2 تريليون دولار، مما يعني أنها صناعة كبيرة آخذة في التوسع سنوياً، مختتمة مداخلتها بالقول “أعتقد أن ذلك يعد مؤشراً على نوعية التغيير الذي يمكنها أن تحدثه داخل المجتمعات، ولإنجاح ذلك، فهي محتاجة إلى سن مجموعة من السياسات والقوانين الخاصة التي يمكنها تسريع حركة دورانها”.

وفي بداية حديثها عن التصميم الذي امتاز به جناح المملكة في معرض “اكسبو 2020 دبي”، أوضحت العمران أن طبيعة تصميم الجناح السعودي تستلمس معنى الشراكات التي تشهدها الصناعات الإبداعية، فبين جنبات الجناح الكثير من الإبداع والنجاحات، مشيرة إلى أن تجربة “فن جميل” في إطلاق مسابقة “مياه سبيل” المنتشرة في أرجاء المعرض الدولي، ومضيفة “عملية تصميم “مياه سبيل” الموزعة في المعرض، تحمل دليلاً على ما يمكن للصناعات الإبداعية والشراكات أن تحدثه في المجتمع، كما تعد مثالاً حياً على إبداعات الشباب.
و تطرقت إلى تجربة “حي جميل” بمدينة جدة، الذي يعمل بشكل دؤوب على دعم الفنانين وجماعات الإبداع، أول مجمع فنون من نوعه في المملكة سيفتتح بمدينة جدة قريباً، مؤكدة أن المؤسسات الإبداعية تعد منصات للحديث عن الإنسان والثقافة والتراث، وأهمية الدور الذي تلعبه الصناعات الإبداعية في إحداث التغيير في المجتمع، وأن المؤسسات تساهم في التأثير على الآخر، عبر تعاونها مع مجموعة من الشركاء والمؤسسات الفنية والأكاديمية وممارسي الفنون.

تجربة محافظة العلا

أما نورا الدبل، فاستعرضت تجربة محافظة العُلا، قائلة “ندرك جميعنا مدى عمق التاريخ الذي تمتلكه العُلا في المملكة، وما شهدته من حضارات وثقافات مختلفة على مدار التاريخ، وبتقديري أن ما يشهده هذا الموقع التاريخي حالياً من نقلة نوعية، يحمل دليلاً على مدى تأثير الصناعات الإبداعية وقدرتها على التغيير في المجتمع”، مشيرة إلى أن “العُلا” كان لها دور تاريخي ومهم في الصناعات الإبداعية، مضيفة “لدينا في الهيئة الملكية لمحافظة العلا، عديد المشاريع التي تقوم على الصناعات الإبداعية ومن بينها “مدرسة الديرة”، والتي تعد أول مدرسة للسيدات تعمل على تدريس الفنون، وقد قمنا بإعادة ترميم المدرسة للاحتفاء بالثقافة والفنون”، مشيرة في الوقت نفسه إلى أهمية الشراكات في الصناعات الإبداعية، مستشهدة في تجربة الهيئة قائلة “مثل هذه الشراكات مهمة، فهي تعمل من جهة على تحفيز التعاون ومن جهة أخرى تساهم في تعميق الأثار التي تحدثها الصناعات الإبداعية في المجتمع، ولتعزيز ذلك يجب إيجاد بيئة مزدهرة والتفاعل مع الأفكار الإنسانية، حيث يساهم ذلك في توسيع دائرة الصناعات الإبداعية”.
من جانبه، أكد روبرت بوك في مداخلته على “قوة الصناعات الإبداعية وقدرتها على شحذ التفكير الإنساني، قائلاً “هذه الصناعات لم تؤثر فقط في المجتمع وإنما في طريقة التفكير أيضاً، وقد عملت على إيجاد حلول للمشكلات التي قد تواجه المبدع، فمن خلالها أصبح بإمكانه التعبير عن ذاته ومحيطه الاجتماعي”، وأضاف “لا يمكن أن ننكر أن المملكة العربية السعودية، شهدت في السنوات الأخيرة قفزة نوعية في القطاع الثقافي، مما أتاح الفرصة أمام الصناعات الإبداعية لأن تتطور بشكل أسرع وأقوى، وهو ما خلق منصات وشراكات جديدة، مكنت المواهب المبدعة من الوصول إلى المجتمع، وتقديم نفسها له”، معتبراً أن “الثقافة هي نتاج تجاربنا المختلفة”، معبراً عن سعادته بـ “الثورة الثقافية” التي تشهدها المملكة”، قائلاً: “هذه الثورة يمكنها أن تخلق لنا أجيالاً جديدة تؤمن بالإبداع وتجد فيه طريقة جميلة تمكنها من تحقيق طموحاته”.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المواطن ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المواطن ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا