الارشيف / السعودية / عكاظ

«الاختراقية الثانية» لبايدن تؤجج الجدل حول «باكسلوفيد»

أعاد اكتشاف إصابة الرئيس الأمريكي جو بايدن بفايروس كوفيد-19 للمرة الثانية صباح السبت الجدل العلمي والطبي بشأن مقدرة سلالة BA.5، المتحدرة من سلالة أوميكرون، على إحداث الإصابة المتكررة. كما فتح الجدل على أوسع نطاق بشأن فعالية دواء «باكسلوفيد»، الذي تناوله بايدن الأسبوع الماضي إثر إصابته الأولى، عقب عودته من أول زيارة قام بها للسعودية منذ تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة. وقال الطبيب الخاص بالبيت الأبيض الدكتور كيفن أوكونور إن فحصاً أجري لبايدن السبت أكد إصابته مجدداً. لكن لم تظهر عليه أي أعراض لكوفيد-19. واضطر البيت الأبيض إلى إلغاء ارتباطات بايدن، التي كانت تشمل خطط عودته أمس (الأحد) لمنزله العائلي في ويمينغتون، بولاية ديلواير، والقيام بزيارة الثلاثاء لولاية ميشيغان. وكان بايدن أصيب بالفايروس في 21 يوليو الماضي. وشكا الرئيس الأمريكي وقتها من وجع في الحلق، وسعال، وأوجاع العضلات، وشعور بالتعب. وبعد إكماله فترة العزل الصحي، التي تستغرق خمسة أيام، خضع للفحص الثلاثاء الماضي. وجاءت النتيجة سالبة. وهكذا عاد بايدن لمكتبه في البيت الأبيض الأربعاء، حيث أعلن أن إصابته التي وصفها بأنها «خفيفة نسبياً» تجسّد التقدم الذي تم إحرازه في مكافحة الفايروس، الذي أدى لوفاة أكثر من مليون أمريكي منذ اندلاع نازلة كورونا قبل أكثر من سنتين. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مخاوف أطباء البيت الأبيض من احتمال إصابته مرة ثانيةً حدت بهم إلى إخضاعه للفحص يومياً. وكانت نتيجة الفحص سالبة الأربعاء، والخميس، والجمعة، غير أنها جاءت موجبة صباح السبت.

وجددت إصابة بايدن جدلاً لم يخمد أصلاً بشأن فعالية عقار باكسلوفيد، الذي ابتكرته شركة فايزر الدوائية الأمريكية، التي تقول إن ما لا يتجاوز 1% - 2% هي نسبة من تعاودهم الأعراض ممن يتعالجون بهذا الدواء. وتشير دراسة نشرت في يونيو 2022 إلى نحو 5% من 13644 شخصاً جاءت نتيجة فحصهم موجبة للمرة الثانية خلال 30 يوماً. كما أن 6% منهم عاوتهم الأعراض مرة أخرى بعد تداويهم بباكسلوفيد. وزاد الجدل حِدَّةً إعلانُ إصابة كبير المستشارين الطبيين لبايدن الدكتور أنتوني فوتشي بالفايروس، على رغم تحصينه الكامل بلقاحات كوفيد-19. وكتب جراح القلب أستاذ الطب والجراحة بجامعة جورج واشنطن الدكتور جوناثان راينر، في حسابه على موقع «تويتر» السبت، إن البيانات بشأن ضآلة عدد من تكررت إصابتهم بعد تعاطيهم دواء باكسلوفيد أضحت باليةً، وأن العدد الحقيقي للمصابين ثانيةً هو على الأرجح أكبر كثيراً. وقالت المتحدثة باسم شركة فايزر أمي روز، في بيان السبت، «إننا فيما نراقب البيانات على أرض الواقع، باقون على ثقتنا في الفعالية العلاجية لباكسلوفيد، المتعلقة بقدرته على كبح تدهور صحة المصاب». وكانت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها قالت، في دراسة نشرت في يونيو الماضي، إن أعراض الإصابة الثانية تميل إلى الاعتدال، مقارنة بما كانت عليه الحال أثناء الإصابة السابقة، ولا يحتمل أن تقود الإصابة الثانية إلى التنويم بالمستشفى. وذكرت المراكز الأمريكية المذكورة في إرشادات نشرتها في مايو 2022 أن على من يصاب مرة ثانية أن يقوم بعزل نفسه صحياً لمدة خمسة أيام. وأكدت أن الإصابة الاختراقية الثانية لا تمثل إعادة إصابة بالفايروس، ولا تمثل مقاومة لعقار باكسلوفيد. وشدد منسق مكافحة الوباء في البيت الأبيض الدكتور أشيش جها على أن من يطالع التغريدات في موقع تويتر بعد إعلان إصابة بايدن للمرة الثانية يشعر بأن الجميع أصيبوا مجدداً. بيد أن هناك بيانات إكلينيكية تقول غير ذلك. وأضاف أن باكسلوفيد يقوم بدوره بنجاح حقيقي، إذ إنه يمنع تدهور الحال الصحية للمصاب، سواء أكان مصاباً مرة واحدة، أو للمرة الثانية. وزاد: لهذا السبب عرضنا باكسلوفيد على الرئيس، ولهذا تناوله. وقال المدير الطبي لشعبة الأمراض المُعدية بكلية الطب بجامعة جونز هوبكنز الدكتور بول أوايرتر إنه لا يتوقع أي تدهور في صحة الرئيس الأمريكي، بحكم كون الأخير خضع للقاح العادي، وحصل على جرعتين تنشيطيتين. وأضاف أن العلماء يعكفون على معرفة السبب الذي يجعل أشخاصاً يصابون للمرة الثانية بعد الإصابة الأولى، على رغم الحصول على اللقاحات المناهضة لكوفيد-19. وأشار إلى أن الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة المتكررة بإحدى السلالات المتحورة من أوميكرون لم يكونوا بحاجة إلى تنويم بعد تشخيص إصابتهم الثانية. ورجح أن تلك السلالة من الفايروس السريعة التفشي والقادرة على تفادي فعالية اللقاحات يمكن أن تتسبب في استمرار حصول أولئك الأشخاص على نتيجة موجبة لفترة أطول. وأشار إلى أنه يعتقد بأن عقار باكسلوفيد يقمع الفايروس، لكنه غير قادر على تخليص الجسم منه كلياً. ولذلك فإنه يرى أن الأشخاص المصابين بمخاطر صحية مرتفعة عليهم تناول هذا العقار.

سؤال محير؛ خصوصاً أن العلماء جزموا، في مستهل اندلاع نازلة كورونا، بأن لا صحة للاعتقاد بأن الفايروس يوجد في كل مكان، بما في لك في الهواء. غير أن تفشي سلالة BA.5 التي انحدرت وراثياً من أوميكرون وتقود هجمة شرسة على أمريكا ودول أوروبية عدة، أثار شكوكاً في ما قطع به العلماء في بداية الوباء. ويقول الأطباء إن البقاء في الهواء الطلق لم يكن قط وسيلة مضمونة لتفادي الإصابة بالفايروس، خصوصاً في الأماكن المحتشدة بالناس، كالحفلات الغنائية. وقال أستاذ الصحة البيئية بكلية الصحة العامة في جامعة مارسلاند البروفيسور دونالد ميلتون، إن الدراسات أثبتت إصابة أشخاص بالفايروس تحت الهواء الطلق. ويترأس البروفيسور ميلتون دراسة تتعلق بكيفية تفشي كوفيد-19. لكنه تمسك بأن خطر الإصابة في الهواء الطلق يظل أقل منه مقارنة بالأماكن الداخلية. ومن الواضح أن BA.5 قادرة على تفادي فعالية اللقاحات، واختراق المناعة المتأتية من الإصابة السابقة. وهو ما حدا بخبراء إلى القول إن خطر هذه السلالة الفرعية كبير جداً حيث يكون الإنسان، سواء في مكان مسقوف، أو تحت الهواء الطلق. ومع ذلك فإن العلماء يرون أن للبقاء تحت الهواء الطلق فوائده أيضاً، بشرط أن يكون ذلك بمنأى عن الحشود. كأن يخرج الإنسان لممارسة رياضة المشي، أو ركوب الدراجة الهوائية؛ علاوة على اتخاذ الإجراءات الاحترازية الأخرى، كارتداء الكمامة، والحرص على التباعد الجسدي.

BA.5 هل تصطادك في الهواء الطلق ؟

الأطباء لا يعرفون التعامل مع باكسلوفيد !

قال استشاري مكافحة الأمراض المُعدية بجامعة كاليفورنيا، سان دييغو، الدكتور جي. سميث إنه يتلقى اتصالات كثيرة من أطباء يطلبون النصح بشأن ما إذا كان يتعين عليهم وصف عقار باكسلوفيد لمرضاهم المصابين بفايروس كورونا الجديد. وقال إنه يتمنى أن تتاح فرصة لتوعية الأطباء بأهمية وصف هذا الدواء للمرضى. وأقر عدد من الخبراء الصحيين - بحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس الأول - بأن ضآلة المعلومات المتاحة عن باكسلوفيد، والأفكار المضللة بشأن فعاليته حدّت من قدرة هذا الدواء على إبقاء المصابين بمنجاة من تدهور حالاتهم الصحية. ونقلت «الغارديان» عن طبيبة مكافحة الأوبئة بجامعة جونز جينيفر نزّو، إن كثيراً من الأطباء قرروا عدم وصف باكسلوفيد لمرضاهم بتأثير من المعلومات المضللة، التي تزعم أنه لا يفعل شيئاً، أو إذا فعل شيئاً فهو ليس جيداً بما فيه الكفاية. ويذكر أن باكسلوفيد مكون من مزيج من عقارين مضادين للفايروسات. ووظيفته الأساسية أن يمنع الفايروس من استنساخ نفسه داخل الجسم المصاب، ما يمنعه من إحداث مزيد من الضرر، خصوصاً لدى المصابين من كبار السن أو من يعانون أمراضاً مزمنة تضعف مناعتهم الطبيعية.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا