رغم مرور 6 جولات من الدوري حتى الآن، إلا أنه لم يظهر بالمستوى الفني المأمول، فلا تزال جل الأندية فاقدة للهوية، فيما لو استثنينا الشباب الذي يرى البعض أن مواجهته القادمة أمام الهلال هي منطلق التكهنات؛ الأمر الذي جعل الباطن يتذيل أندية العالم في إحصاء عدد التمريرات.

لقد ألقى الغياب الفني بظلاله على الهلال والاتحاد والنصر، حتى وإن فاز الاتحاد والنصر بثلاثية على الفتح وأبها وتعادل الهلال أمام الاتفاق بعد خسارته من التعاون.

ورغم الاستقرار الإداري الذي تعيشه هذه الأندية بالإضافة للبقية، لكننا نجد هذا الاستقرار نابعاً من المؤسسة الرياضية وفق استراتيجية الدعم، فعدد من الإدارات فضلت الحفاظ على محترفيها ومدربيها واللعب على نار هادئة حتى مطلع الفجر.

عادة مواسم الدوري التي تتوافق مع نهائيات كأس العالم تشهد توقفات متكررة، لكن هذا المونديال الشتوي تسبب في تغيير الكثير من الخطط والبرامج والإعداد، بل وسيسهم في أطول فترة توقف ممكن أن تكون وسط الموسم؛ الأمر الذي يجعل الأندية تقف عند جدولة لا يمكن معها ارتفاع المستوى الأدائي لأكثر من ذلك.

والمتابع الفني للأندية لا يجد تغييراً جوهرياً عليها في الأسماء، ومع ذلك يجد ذاكرة مفقودة داخل الملعب تعتقد معها أن هؤلاء اللاعبين يلعبون مع بعضهم البعض لأول مرة، بل وتشعر بالكثير من الإرهاق والجهد العضلي والإصابات كما يحدث في الاتحاد مثلاً وكأننا في نهاية الموسم.

طبعاً، أجدني سعيداً مع الصدارة الشبابية، لكنها ليست المرة الأولى، ففي الموسمين الماضيين كان الشباب أقرب المقربين من البطل أو الوصيف؛ وهو دلالة على استقراره بذات النهج، لكنني مع البقية التي تقول بأن صدارة الشباب غير مؤكدة، وربما ذلك لتجربتين سابقتين تصدر فيهما الشباب ثم تراجع.

لدي قناعة أن الحفاظ على النقاط في هذه المرحلة أمر مهم؛ لأن الدوري سيبدأ بعد نهائيات كأس العالم بداية فعلية وقوية ومستمرة، لكن ليست لدي قناعة بأن المستوى الفني سيرتفع مبكراً، فكثير من الأندية تؤدي مبارياتها بكل رتابة وتكرار كأنها مهمة والسلام.

اللغز المحير لي حتى الآن هو الفريق الاتحادي مع المدرب نونو سانتو، وأعني فنياً، فالفريق يحقق الفوز بطريقة دفاعية بحتة، وهذه الطريقة حيرت محبيه وجماهيره؛ لأن المدرب يحقق الفوز ومع ذلك تخرج من المباراة وكأن الاتحاد لم يحضرها.

فنياً، الدوري لم يبدأ، وما نشاهده الآن مجرد تحديات بدنية.