الارشيف / السعودية / عكاظ

«مايك بومبيو».. مذكرات الذين يديرون العالم

يكاد يكون تقليداً شائعاً لدى الرؤساء والمسؤولين الكبار في الغرب إصدار مذكراتهم بعد خروجهم من المنصب، وعادة تميل تلك الإصدارات إلى محاولات تسويغ القرارات والتوجهات والسياسات التي اتخذها الشخص خلال توليه المسؤولية، ونقد المعارضين لها، والبعض قد يتوسع كثيراً لتشمل مذكراته أحداثاً عالمية كانت لدولته تأثير عليها أو شراكة فيها، والبعض منهم قد يتحول إلى مفكر بابتداعه نظريات سياسية جديدة يريد العالم أن يؤمن بها ويطبقها.

من القلة القليلة لمذكرات سياسيي هذا الوقت كتاب السيد مايك بومبيو وزير خارجية الرئيس السابق دونالد ترمب ورئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية وأحد أنشط طاقمه آنذاك وأكثرهم حذاقة وبعد نظر وقدرة على تقديم أفكار جريئة لرئيسه، وحفظاً للتوازنات في مطبخ البيت الأبيض الصعب والمليء بالمفاجآت.

شخصياً لم أحصل على الكتاب بعد، لكني أتابع ما تم نشره من حلقات إلى الآن في وسائل الإعلام، وبقراءتها يتضح أنها مذكرات مختلفة لمسؤول مختلف ينحو إلى المكاشفة ويسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية. إلى الآن كشف بعض الملفات الحساسة التي يصعب حصرها هنا، لكن من الملفت جداً وصفه لإيران بقوله: «النظام الإيراني في الواقع جماعة إرهابية. ولكن بخلاف غالبية الجماعات الإرهابية، يمتلك النظام - بحماية الحرس الثوري - كل أدوات فن الحكم: حدوداً معترفاً بها دولياً، ودبلوماسيين في الأمم المتحدة، وعملة إلزامية، وتحكماً تاماً بحقول نفط هائلة، ومصارف، وقطاعات أخرى في الاقتصاد الإيراني». وقوله: «المقر الرئيسي العملاني لـ(القاعدة) ليس في تورا بورا بأفغانستان، أو في باكستان. ليس في سوريا أو العراق. إنه في عاصمة إيران». نحن نعرف هذه الحقائق لكننا لا نتذكر مسؤولاً بأهمية موقع ومسؤولية بومبيو قد وصف النظام الإيراني بهذا الوصف الذي ينطبق عليه تماماً، ولكن السؤال الأزلي للإدارات الأمريكية وخصوصاً مثل إدارة ترمب وبومبيو، لماذا لم تفعلوا ما يجب فعله ضد نظام بهذا الوصف الذي تعرفون كل جرائمه.

أما وصفه الذي أطلقه على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بكونه قائداً سيتذكره التأريخ، وأن علاقة المملكة وأمريكا في غاية الأهمية، وكذلك تطرقه إلى الهجوم العنيف لليسار الأمريكي وإعلامه على إدارتهم بعدما بدأ الرئيس ترمب أولى جولاته الخارجية إلى الرياض، فذلك حديث منصف لمسؤول موضوعي غير مؤدلج أو خاضع لأجندة سياسية متطرفة لا تراعي مصالح أمريكا وحلفائها التأريخيين الاستراتيجيين الموثوقين.

على الأقل يتضح أننا سنشاهد طرحاً مختلفاً عن طرح ما بعد الحقبة الأوبامية، وطرحاً سيكشف كثيراً من الخفايا التي يحاول بعض الساسة المصابين بالهشاشة والتبعية المطلقة في المشهد الأمريكي تقديمه، خصوصاً الذين كانوا ضمن المجموعات التي اتخذت قرارات كبرى في البيت الأبيض، بعضها كارثية.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا