عملياً قبل الهجوم الإيراني كما بعده لم تتغير الكثير من المعطيات، فما تزال كافة الأطراف لحسن الحظ لا تريد أي مواجهة مفتوحة في المنطقة، ومن الواضح أن هنالك الكثير من الخطابات الدوغمائية عالية النبرة، وهي في الغالب الأعم من أجل الاستهلاك المحلي ولا تعكس سياسة هذه الأطراف، الهجوم الأخير أعطى ذخيرة لتلك الدعاية السياسية، فالجانب الإيراني وأذرعه الإعلامية يتحدث عن استهداف إسرائيل وتحقيق الأهداف بغض النظر عن واقعية ذلك ومدى جديته، كما أن الجانب الإسرائيلي بات يتفاخر بسلاح الطيران والتقنيات الحديثة، وكأنه يريد أن يستعيد قدراً من الثقة بعد الإخفاق الكبير في هجوم السابع من أكتوبر، كما أن إدارة بايدن الديمقراطية تفاخرت بحماية إسرائيل وبقدراتها العسكرية الكبيرة الموجودة في المنطقة، وهذا يتناسب مع الخطاب السياسي للإدارة وخصوصاً في ظل الحملات الانتخابية، وبالتالي كل طرف أعلن أنه منتصر في هذه المواجهة، لكن في حقيقة الأمر لم ينتصر أي طرف، ولم تتغير القواعد، فإسرائيل كما إيران ليستا معنيتين بالدخول في مواجهة مباشرة، وهذا عنصر أساسي في سياسة واشنطن الشرق أوسطية ودفعت به طوال السنوات الماضية. لتبقى المواجهة بين تل أبيب وطهران للأسف الشديد بدماء عربية وعلى أرض عربية، وكأن هذا الأمر مريح للأطراف الدولية الفاعلة وعلى رأسها واشنطن، بل يمكن القول، إن الهجمات الأخيرة أثبتت أن التنسيق والتفاهم من تحت الطاولة بين الأطراف التي تعلن العداء هو أكبر بكثير مما نتخيل أو نتصور.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.