الارشيف / السعودية / عكاظ

زرقاء اليمامة.. مارد المسرح السعودي

المسرح السعودي ليس وليد المرحلة، ولا نتاج الحراك الفني والترفيهي الحالي في المملكة، بل إنه بدأ منذ عام 1932م على شكل نصوص مسرحية مكتوبة، ثم تطورت هذه النصوص لتصعد على خشبة المسارح المدرسية لوزارة التعليم (المعارف سابقاً) وصولاً للنشاط المسرحي الاجتماعي لجميع فئات المجتمع، حيث يؤرخ النشاط الفعلي للمسرح السعودي تزامناً مع العروض المسرحية على غرار مسرحية صلاح الدين وعبدالرحمن الداخل عام 1950م، مروراً بمشروع مسرحية (فتح مكة) عام 1960 على مسرح قريش في مكة المكرمة، إلا أنه مشروع لم يكتمل بسبب إجهاضه من قبل المناهضين للفنون، أعقبها بعد سنوات مسرحية إبراهيم الحمدان (طبيب بالمشعاب) المقتبسة من مسرحية موليير (طبيب رغم أنفه) وعرضت في الرياض على مسرح التلفزيون السعودي عام 1974م، ومنذ ذلك التاريخ ازدهرت الحركة المسرحية، رغم التحديات من قبل التيارات المتشددة المناهضة للحركة الفنية والمسرحية، خصوصاً في حقبة الثمانينيات، وهي الحقبة التي شهدت صعوداً كبيراً لأسماء ساهمت في هذا الحراك (راشد الشمراني، ناصر القصبي، عبدالله السدحان، بكر الشدي وخالد سامي ومحمد العلي -رحمهما الله- وغيرهم من الفنانين).

اليوم ينهض المارد المسرحي ويرفع الستار عن عمل طاغٍ في ملحميته وجودة قصته وضخامة إعداده وإنتاجه، ففي حراك أكثر اختلافاً وتطوراً يقفز النشاط المسرحي في المملكة إلى مرحلة تنافسية مع أهم النصوص والعروض الأدائية العالمية من خلال هيئة المسرح والفنون الأدائية في العمل الأضخم عربياً (أوبرا زرقاء اليمامة) كأول أوبرا سعودية، وتقام على مسرح مركز الملك فهد الثقافي بالرياض منذ 25 أبريل الجاري حتى 4 مايو المقبل، لتمثل هذه الأوبرا مرحلة جديدة للثقافة السعودية، تتجسد فيها أشهر حكايات موروثنا القصصي والثقافي على خشبات المسارح بأعمال نوعية حسب أعلى المعايير العالمية -كما ذكر الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية الأستاذ سلطان البازعي-، وتضم (أوبرا زرقاء اليمامة) عدداً كبيراً من المواهب الفنية والأسماء البارزة في المشهد الموسيقي السعودي، وقد برع مؤلف النص صالح زمانان بمزج هذا التراث القصصي الملحمي من قلب الجزيرة العربية بالفن الأوبرالي بمعايير عالمية مبهرة أخرجها المخرج السويسري دانييل فينزي باسكا وعزفتها أوركسترا دريسدن سينفونيكر ولحن مقطوعاتها الأوبرالي العالمي لي برادشو.

تسعى وزارة الثقافة السعودية؛ ممثلة بهيئاتها المختلفة خصوصاً هيئة المسرح، إلى تعزيز الحراك الثقافي السعودي، وإبراز المواهب الوطنية الواعدة، وإعادة إنتاج وإحياء أعمال وقصص شهيرة موروثة من الجزيرة العربية بشكلٍ معاصر وبقوالب إبداعية متميزة؛ لتعزيز التبادل الثقافي الدولي، بوصفه أحد أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة المُنبثقة من رؤية المملكة 2030.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا