هذا المدير يربك الموظفين تحت إدارته. فمعظم الأخطاء اليومية التي يرتكبها الموظف في العمل تكون بسبب توجيهاته، ومعظم أسباب تأخير العمل أيضا بسببه.. بل معظم المشاكل التي تظهر بين الأقسام هي بسبب توجيهات خاطئة استقاها من فهمه الخاطئ لأهداف الإدارة العليا، مع عدم كفاءته في حل المشاكل اليومية الصغيرة التي تواجه العمل. إضافة إلى ذلك، هو من النوع الذي يحتفظ بالمعلومات المفيدة لنفسه، ويدعي أنها معلومات سرية غير قابلة للإفصاح. هذا المدير بعيد تماما عن طريقة العمل اليومي ومستجداته. هكذا هو.. أخطاء متكررة، وسوء فهم، وجهل بالأنظمة واللوائح.. ظلمات إدارية بعضها فوق بعض. وللأسف، كل منشأة -صغرت أم كبرت- تضم في جنباتها هذا النوع من المديرين غير الأكفاء. فهو خطأ شائع تقع فيه المنشآت بشكل عام.
في النهاية، الموظفون تحت إدارته مرتبكون.. يدفعون ثمن عدم كفاءته من وقتهم وجهدهم.. وبعضهم يتحول إلى نمّام متخصص فيه. المدير غير الكفء لا تنطبق عليه مقولة: وجوده كعدمه.. بل وجوده أسوأ كثيرا من عدمه.
«.. تؤكد لنا إدارة الموارد البشرية أن نتواصل معهم لنخبرهم عن مديرينا.. ولكن عندما تواصلنا معهم بشأن هذا المدير.. كان جوابهم: حسنا.. صححوا الأخطاء التي يرتكبها» يقول موظف صاحب خبرة. «.. في ذلك الوقت لم أفهم هذه المعادلة الرديئة.. كنت فقط أكتفي بلعب دور الضحية، وقد استنزف ذلك كثيرا من روحي المعنوية».. «.. بعد حين، اتفقت معهم في الفكرة واختلفت في الآلية. فمن خلال تجربتي في العمل تحت هذا النوع من المديرين -سابقا ولله الحمد- عرفت أن التوقف عن تصحيح الأخطاء.. خطوة ليست في صالحي. فالأخطاء تتراكم والإنجاز في أدنى مستوياته.. والتحقيقات (Investigation) تتزايد. ولا تنسَ، هذا المدير دائما يبحث عن أحد الموظفين تحت إدارته ليُحمِّله مسؤولية تلك الأخطاء».
«.. عندها أدركت أن علي أولا أن أبدأ في تدريب وتطوير ذاتي حتى لا أقع في الأخطاء. وثانيا أن أوثق عملي رسميا». «.. كانت تلك أهم مرحلة في حياتي العملية. فقد خصصت لنفسي دفتر يوميات أكتب فيه الأخطاء التي ارتكبها المدير وما يترتب عليها من تداعيات.. ثم أجد طريقة لحلها. هذا ساعدني كثيرا في تطوير عملي وزيادة خبرتي.. وأيضا في التخلص من الإحباط والروح السلبية التي ينفثها هذا المدير في المكان. فتعرّفت على المشاكل التي تواجه سير العمل.. وعلى الأنظمة وكيفية استخلاص مفاهيمها.. وإيجاد الثغرات القانونية لحلها. صحيح كان الطريق صعبا.. ولكنه أفضل من البقاء دون تقدُّم».
«.. المهم، أنصحك أن تكون ذكيا في التعامل مع هذا المدير.. لا تواجهه بأخطائه ونقاط ضعفه.. فسوف يلجأ لحلها عن طريق إصدار القرارات والتعاميم.. وهذا يزيد الإرباك.. حاول أن يكون تعاملك معه في أضيق الحدود. ومرة أخرى، من المهم جدا أن توثق دورك وعملك رسميا؛ عن طريق البريد الإلكتروني والرسائل الرسمية.. وأن تتوقع لجنة تحقيق في أي لحظة».. «.. لقد استطعت بمجهود شخصي أن أحوّل تلك الفترة المحبطة من تاريخ عملي إلى نقطة انطلاق في مسيرتي العملية».
لا إضافة على هذه النصيحة سوى الإشارة إلى أن التحقيقات المشار إليها يجب أن تُعامل باحترافية من جانب الموظف؛ أي أن يحرص على ألا يحوّلها إلى قضية شخصية وفرصة لفش الغليل والتنفيس عن الغضب.. فهذا يُسقطه في الغيبة والنميمة ويشوّه سمعته الذاتية. عوضا، عليه أن يركز على الأخطاء وكيفية تجاوزها.. وعلى آلية تطوير نقاط الضعف.
على الجانب الآخر تماما، على الموظف ألا يتوقف عن البحث عن عمل آخر من خلال المواقع المتخصصة.. والشواغر الأخرى داخل المنشأة.. فهذا أفضل كثيرا من البقاء في إدارة متخبِّطة.. تستنزف الوقت والجهد.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.