الارشيف / تكنولوجيا / IGN

مراجعة فيلم Prey

- ترجمة ديما مهنا

يُعرض Prey حصرياً عبر Hulu في 5 أغسطس 2022.


بعد الإقبال المتوسط لفيلم The Predator الذي صدر 2018، يعود المخرج ’دان تراكتنبيرغ‘ (مخرج 10 Cloverfield Lane و Portal: No Escape) بالسلسلة إلى الوراء مع فيلم Prey، إلى الوراء كثيراً وصولاً للأساسيات. حيث تدور أحداث الفيلم قبل أكثر من 250 عاماً من أول لقاء بين ’داتش‘ والوحش المرعب، نرى في Prey أن الوحش المفترس (Predator) والذي يمثله ’داين ديلييغرو‘ يهبط وسط شعب الكومانشي من أجل مطاردة غارقة بالدماء. إنه إطار مثير للفضول، أن تأخذ شريراً رأيناه لأول مرة يقوم بتمزيق مجموعة من الأشخاص المدججين بالبنادق والمتفجرات بالكامل ونقله إلى زمن لا تمتلك فيه أهدافه تلك الأدوات للاعتماد عليها. لكنكم ستكونون مخطئين لو قللتم من شأن حظوظ الكومانشي. يتبع Prey معركة من أجل بقاء القبيلة من خلال معركة تمزيق سريعة الخطى لا تترك أحداً حياً عبر منطقة Great Plains وفي نفس الوقت يقوم بتكريم جذور السلسلة، كما يمثل نقطة دخول مثالية للقادمين الجدد الذين يرغبون في رؤية ما هي كل تلك الضجة حول ذلك الوحش الذي يقوم بتمزيق الأعمدة الفقرية والموجه بالليزر.

في قلب صراع الكومانشي مع المفترس توجد ’نارو‘ (أمبر ميدثاندر)، وهي فتاة مراهقة سخرت منها عائلتها وأقرانها لأنه لا تريد الاكتفاء بحصاد المحاصيل لبقية حياتها. إنها مثل والدها المحارب، مقاتلة في قلبها وتعتزم إكمال طقوس مرور صيادي الكومانشي: أن تصطاد شيئاً يطاردها. ولكن حتى شقيقها ’تابايه‘ (داكوتا بيفرز) الذي يقود صيادي كومانشي، لا يعتقد أن ذلك ممكناً. تتم السخرية من ’نارو‘ على طول الفيلم، وخاصة من قبل الأشخاص المحيطين بها الذين يستمرون بتجاهل مهاراتها الواضحة، وهذا الإحباط هو ما يغذي شخصيتها. تعتبر معركة ’نارو‘ لكي تؤخذ على محمل الجد كمحاربة من قبل قبيلتها حبكة قوية، وهذا أمر جيد لأن قصتها هي الوحيدة التي يأخذ السيناريو وقتاً طويلاً للتركيز عليها. لقد قدمت أفلام Predator السابقة مواد رائعة من التفاعل بين الشخصيات التي تتواجه مع الصياد الفضائي، واختيار Prey التركيز على ’نارو‘ مع استبعاد أي شخص آخر يعني أن الشخصيات الداعمة تفتقر للعمق قليلاً.

مع انطلاق قصة ’نارو‘، ينسج ’تراكتنبيرغ‘ مشاهد للمفترس وهو يشق طريقه صعوداً في السلسلة الغذائية، والتي تؤدي وظيفة مزدوجة: فهي تظهر قوته وتفوقه التكنولوجي، بينما تزيد من حدة التوتر في الفترة التي تسبق أول مواجهة له وجهاً لوجه مع محاربة الكومانشي اليافعة. وخلال هذه اللقطات يبدأ الفيلم برسم الفروقات بين أساليب صيد ’نارو‘ والمفترس، حيث يوفر اعتماد المفترس على تقنياته تلميحاً حول كيفية التغلب عليه. ومن ناحية أخرى، يبذل ’تراكتنبيرغ‘ قصارى جهده لتسليط الضوء على سلاح ’نارو‘ السري: التفكير النقدي. سواء كان ذلك في شجار مع الأولاد في قبيلتها أو لأنها تختبئ من المفترس وهو يشق طريقه عبر السهول، فإن ’نارو‘ دائماً ما تستمع وتلاحظ، وتستخدم دائماً الخسارة أو الانتكاسة كفرصة للتعلم.

وهذا يعتبر جانباً حاسماً للشخصية ويتم إيصاله بشكل جيد، والذي بالنظر إلى أن المفترس يتفوق عليها بشكل كبير من ناحية المعارك الفردية، يشدد على أن ’نارو‘ هي الشخص الوحيد القادر على إيقاف المفترس. يركز Prey في جزء كبير منه على ’نارو‘، ويضعها في مركز كل مشهد تقريباً، وتواكب ’ميدثاندر‘ بشكل رائع وتيرة الآكشن السريعة أثناء تعرضها بشكل مستمر للتقليل من شأنها، مما يجعل لحظات النصر التي تتوصل إليها أكثر تأثيراً. تمتلك ’نارو‘ شخصية تتسم بالقوة والتصميم والقدرة، وهي إضافة ممتازة إلى عالم أبطال الخيال العلمي، وذاك الفأس المربوط بالحبل الذي تلوح به بالأرجاء بأسلوب Scorpion سيكون مصدر إلهام للكثير من أزياء الكوسبلاي للسنوات القادمة.

لا توجد ذرة من الحشو الزائد في Prey، مع قيام كل مشهد بالبناء فوق كل ما جاء من قبل.

لو كنتم تشعرون بالقلق لأن أحداث Prey تجري قبل 268 عاماً من الفيلم الأصلي وبالتالي بأن المعدات ستكون بدائية بالنسبة إلى المفترس، فسيسركم أن تعرفوا أن ’تراكتنبيرغ‘ يجد متسعاً لمعظم أسلحته التي يتميز بها بين الأقفاص الصدرية لأولئك المنحوسين بما يكفي ليقفوا في طريقه. ويبدو اهتياج المفترس عبر قوم الكومانشي مذهلاً من الناحية البصرية: حيث تم تصوير الفيلم في موقع في كولومبيا البريطانية، ويستخدم ’تراكتنبيرغ‘ تلك التضاريس الشاسعة ليجعل ’نارو‘ والكومانشي يبدون أقل شأناً حتى مقارنة بالعملاق الفضائي الذي يطاردهم. والمفترس ليس العدو الوحيد الذي تواجهه ’نارو‘، حيث يتحطم فريق ثانٍ من الغزاة في منتصف الفيلم، مما يفسح المجال أمام مواجهة ممتدة وشرسة للغاية بين الأطراف الثلاثة.

ينقسم أسلوب هجمات المفترس إلى قسمين، الأول هجمات سريعة ومحفوفة بالمخاطر والتي يغطيها ’تراكتنبيرغ‘ بشكل رائع (هناك مشهد قتالي رائع بلقطة مستمرة عليكم ترقبه)، وبين لعبة القط والفأر الطويلة والبطيئة والشبيهة بمبارات الشطرنج بين الأشجار. يبرع فيلم Prey في طريقة تنفيذ هذه الأساليب المختلفة، وحتى عندما تبدو الحبكة بأنها تسير على الطيار الآلي، فإن الطريقة التي تتعامل بها ’نارو‘ مع أعدائها تبدو خطيرة وغير قابلة للتنبؤ. ويبرع ’تراكتنبيرغ‘ بجعل أكثر عمليات القتل وحشية ودموية التي ينفذها المفترس بعيدة عن الكومانشي ويركزها على الأعداء الآخرين في القصة الذين يمتلكون أسلحة "عصرية" أكثر. يمتلك المفترس أفضلية هائلة، وبالنظر إلى أن Prey يقدم منصة نادرة لفيلم ضخم حول ثقافة السكان الأصليين، فهو لا يبالغ بقتل الكومانشي غير المسلحين نسبياً. وبالرغم من أن المفترس لا يوفر أحداً، إلا أن ’تراكتنبيرغ‘ يصور حالات قتلهم بعين حكيمة، ويجعلها أكثر كرامة من موت بقية الشخصيات.

لكن من ناحية أخرى فإن البنية السردية لفيلم Prey قريبة جداً من نهج فيلم Predator نفسه: فهناك مهمة، ورحلة عبر البراري، ومواجهة مع عدو خفي... أعتقد أن الفكرة وصلتكم. وهذا الأمر لن يسبب تشويشاً بالنسبة للقادمين الجدد، لكن قد يجعل بعض معجبي Predator الحاليين يشعرون أنهم يدركون ما سيأتي في وقت مبكر، مما يقلل من حدة التوتر في الفصل الثالث. لكن بالنظر إلى أن مدة الفيلم لا تتجاوز 90 دقيقة إلا بقليل، فإن هذا يعني أن الفيلم لا يأخذ استراحة ليوصلنا إلى حيث نتجه. لا توجد ذرة من الحشو الزائد في Prey، مع قيام كل مشهد بالبناء فوق كل ما جاء من قبل ويتعمق بكل جزء لتقديم نتيجة راسخة ومرضية.

كما أن هناك كلب، كلب اسمه ’صاني‘. و ’صاني‘ كلب جيد للغاية.

إن فيلم Prey للمخرج ’دان تراكتنبيرغ‘ لا يهدأ أبداً. إنه مليء بالعنف والتوتر الذي تشتهر به سلسلة Predator، لكن الأداء الشرس للممثلة ’آمبر ميدثاندر‘ الذي يليق بالنجوم هو الذي يمثل أعظم نقاط قوته. إن تركيز الفيلم بشكل أساسي على شخصيتها الرئيسية ’نارو‘ يعني أن الشخصيات المساعدة تأتي قليلة العمق، ولكن عندما يتبع Prey المواجهة بين المحاربة الشابة والمفترس، المليئة بالتصوير القوي والقتل الإبداعي، فإن الفيلم نادراً ما يتعثر.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا