الارشيف / تكنولوجيا / IGN

مراجعة فيلم Fast X

يٌعرض Fast X في دور السينما بتاريخ 18 مايو 2023 في المنطقة.


لا تمتلك استوديوهات Universal مركبات X-wings، لكن لديها سيارات تطير أحياناً. ليس لديها أبطال خارقون، لكن لديها متسابقي شوارع من لوس أنجلوس يسرقون أجهزة الفيديو والغواصات النووية. مع سعي العديد من المخرجين بشكل جدّي وجريء للحفاظ على الشخصيات والسلاسل القديمة المفضلة لدى المعجبين ملائمة للعصر خلال السنوات الأخيرة، كان اعتناق سلسلة Fast and Furious المنفتح والمتزايد للفوضى غير المنطقية أمراً ممتعاً. تمكن فيلم F9 عام من تقديم عدة مشاهد آكشن جنونية ناجحة مبنية على سحر المغناطيس. وأرسل تيريز ولوداكريس إلى الفضاء في سيارة بونتياك. وأخبرنا أن جون سينا كان شقيق فين ديزل بوجه جدي، وقد صدقنا ذلك. أو على الأقل أولئك منا الذين كانوا على استعداد للتخلي عن المنطق من أجل الاستمتاع بتلك الرحلة الجامحة. لكن تبين أن هناك حدود للمدى الذي يمكن التمادي به في هذا النوع من اللامنطق من دون العودة إلى الواقع. حيث أن المتعة الصاخبة التي رافقت F9 تفتح الطريق أمام Fast X المتنافر، والذي يمثل افتتاحية ممتدة ومحشوة أكثر من اللازم لخاتمة ستتوزع على عدة أجزاء مما يضع صخرة عملاقة في طريق السلسلة السريع. الشيء الوحيد تقريباً الذي ينقذ الفيلم هو الشرير غريب الأطوار والمسلي للغاية الذي يؤدي دوره جيسون موموا.

كان العام 2011 عندما رأينا في فيلم Fast Five هوبز يطارد براين ودوم وهما يجران خزينة زعيم المخدرات هيرنان رييس في أرجاء ريو. كانت تلك نقطة تحول حيث بدأ المنطق الكرتوني يشق طريقه إلى سلسلة كانت جادة سابقاً. وهل تعلمون؟ كانت الأفلام التي تلت ذلك أفضل بسبب ذلك. هناك عامل من الضعف والمخاطرة في تغيير توجه أي سلسلة بشكل كبير في منتصف الطريق، وما كان أحد ليتصور أثناء مشاهدة فيلم 2001 الأصلي أن أفلام Fast ستأخذ تلك المخاطرة على الإطلاق، وبأنها فوق ذلك ستنجح في تحويلها إلى شيء متفجر وفريد.

كما اعتدنا من هذه السلسلة، يكشف Fast X ببساطة أن ابن هيرنان، دانتي (جيسون موموا)، كان في الواقع حاضراً خلال مشهد المطاردة بأكمله، وبعد رؤية الثروة غير الشرعية لعائلته تتدمر ووالده يتعرض للقتل، يعود للظهور مرة أخرى لشن حرب على دوم (فين ديزل)، زعيم عصابة لصوص السيارات والجواسيس الدوليين الأفضل في العالم، متوعداً أنه لا مكان للموت عندما يجب أن تكون هناك معاناة بدلاً منه. قد يكون دافعه للانتقام واضحاً، ويستمر الفيلم بتذكيرنا بمعاداته لدوم كلما كان ذلك ممكناً، لكن الطرق التي يتعامل بها دانتي لتحقيق انتقامه على عائلة Fast غريبة بغرابة أطوار دانتي نفسه. فقط من خلال التكنولوجيا وقوات المرتزقة يتمكن بطريقة ما من فعل أي شيء. إنه يريد أن يجعل دوم يعاني من خلال إيذاء عائلته، لكنه يتجاهل بشكل متكرر فرصاً في تحقيق مبتغاه بطرق تبدو أنها غير فعالة.

جيسون موموا دخل موقع التصوير بكامل عنفوانه.

تتطلب تلك الحرية والعشوائية التي تتمتع بها الشخصية من الممثل أن يكون مستعداً لاستغلال ذلك في أدائه، وجيسون موموا دخل موقع التصوير بكامل عنفوانه. ولو وضعنا مدى فعالية دانتي كشرير جانباً، فإن طاقة الفوضى اللامحدودة التي يحافظ عليها موموا طيلة Fast X هي عنصر ممتع بشكل مستمر. لا توجد طريقة أخرى لقول ذلك: دانتي شخص غريب الأطوار، وموموا ينغمس في ذلك بحماسة. يبدو الأمر كما لو أنه قام بمشاهدة كل أفلام السلسلة بجلسة واحدة ثم محاكاة رجولية دوم والمنطق القابل للتنبؤ في كل منعطف، سواء في وجه دوم أو وهو بمفرده بالكامل. إنها تلك اللحظات الشريرة ذات الخصوصية هي ما يميز دانتي عن الأشرار الآخرين في السلسلة حتى الآن، ويستحق موموا الكثير من التقدير لمنع Fast X من الغرق تحت ثقل الفيلم نفسه.

وعلى سبيل المقارنة، يبدو دوم توريتو أنه ينجرف من لحظة تفكير بمعنى العائلة إلى أخرى، ويبدو فين ديزل أنه غير مبالي في أي وقت لا يرغمه فيه موموا على دفع دوم في اتجاه مختلف، بدلاً من تكراره لما سمعناه منه من قبل.

يبدو فين ديزل أنه غير مبالي.

كما أن جميع مشاهد السيارات المعقدة في Fast X لا تتمكن من العثور على هوية خاصة بها أيضاً، وهذا أمر مخيب للآمال بشدة بالنسبة إلى سلسلة اشتهرت بالعثور على طرق جديدة ومثيرة للاهتمام في تحريك المركبات عبر الزمان والمكان والانفجارات... والأبنية، أو حتى إلى الفضاء، وما إلى ذلك. حيث يبدو أنه تمت إعادة صياغة العديد من مشاهد الآكشن من الأفلام السابقة، أتذكرون عندما لعب هوبز وشو لعبة شد الحبل بالمروحية؟ حسناً، سيفعل دوم ذلك الآن لكن مع وجود مروحيتين! هل سيصعّد هذا الأمور؟ نعم. لكن هل يقدم شيئاً جديداً؟ كلا.

ليس من الجيد أن تجعلنا سلسلة اشتهرت بفوضى المركبات الرائعة نشعر أن المعارك باليد (خاصة أحدها الذي يتضمن شخصية سايفر للممثلة تشارليز ثيرون) تبدو تغييراً مرحباً به. يمثل مخطط دانتي الشرير لدحرجة قنبلة عبر روما إلى الفاتيكان أكثر مشهد آكشن إرضاءً، ويرجع الفضل في ذلك مرة أخرى بشكل كبير إلى سلوك موموا غير القابل للتنبؤ، ومع ذلك لا يزال هناك جزء كبير متبقي من الفيلم لا يستطيع أن يصعّد مستوى الإثارة أكثر من ذلك. لا ينجح المخرج لوي ليترييه كثيراً في الاحتفال بعنصري التطرف أو الميلودراما اللذين تشتهر بهما السلسلة، مما يترك Fast X يبدو مرتبكاً إلى حد ما في كلا المجالين.

هجوم دانتي على روما يرغم "العائلة" على الاختفاء والانقسام، فتطاردهم الوكالة مما يؤدي إلى تشتيت الحبكة لوجهات نظر أكثر بكثير مما تحتمله القصة من محتوى. يواصل رومان (تايريس غيبسون) وتيج (كريس بريدجز) ورامزي (ناتالي إيمانويل) أدوارهم الداعمة، يرافقهم هان (سانغ كانغ) لأنه ليس لديه شيء آخر لفعله في ذلك اليوم. يتباطأ الزخم في Fast X كلما كان يتعين عليه تحويل التركيز مرة أخرى إلى هذه القصة. حيث لا نعود إلى هذه المجموعة إلا لكي تتمكن رامزي من التحدث عن شيء تكنولوجي في حين يتجادل رومان وتيج حول مشاعرهما المجروحة بسبب الدمى ذات الرأس الراقص، أو ليكون لدينا سبباً لنقل الآكشن إلى مدينة أخرى حتى يتمكن عضو آخر من الفريق من بدء مهمته التالية.

يتباطأ الزخم في Fast X كلما كان يتعين عليه تحويل التركيز مرة أخرى إلى هذه القصة.

تقوم شخصية جيكوب للممثل جون سينا بمهمة مجالسة الأطفال لمعظم فترة Fast X، وبالرغم من أن حبكته الفرعية تبدو غير ضرورية مثل بقية الشخصيات الداعمة، إلا أن أداء سينا الكوميدي من الدرجة الأولى والانسجام المميز بينه وبين ليو أبيلو بيري الذي يمثل شخصية براين الصغير يشكلان تغييراً مرحباً به عن المواقف الفكاهية المفروضة لفريق رومان. تم تهميش شخصية ليتي (ميشيل رودريغز)، حيث تجد نفسها عالقة في سجن. ولا يحدث أي شيء ذو مغزى لأي أحد من تلك الشخصيات بحد ذاتها، وبالتالي فإن قضاء أي وقت بعيداً عن دوم أو دانتي، أو من دون أي آكشن مثير بشكل فعلي، يصبح من الصعب تبريره أكثر فأكثر.

صحيح أن هناك بعض اللحظات من الصداقة الحميمة التي تتشارك بها هذه المجموعة، لكن يوجد الكثير من الحبكات الفرعية التي تبدو منفصلة بشكل كامل عن بعضها البعض، مما يجعل العودة إليها بشكل متكرر لا يضيف أي شيء ذي قيمة. ونظراً لأننا نعلم بالفعل أن Fast X يمثل أول جزء من خاتمة مكونة من جزئين للسلسلة (أو خاتمة من ثلاثة أجزاء لو صدق فين يزل...)، فإن جهوده في تنظيم الشخصيات القديمة والجديدة في مكانها من أجل تلك الخاتمة لا تبدو طبيعية وسلسة، بل تبدو أنها محشوة، حتى بالنسبة إلى سلسلة احتفت دائماً بالشخصيات العائدة والجديدة على مائدة العشاء الشهيرة. وبشكل مشابه للعديد من الأفلام المنقسمة إلى قسمين التي رأيناها من قبل، فإن فيلم Fast X يتجاهل... أو ينسى... وضع أي خاتمة لقصته بحد ذاتها. فالوقت الذي يبدأ به في طرح أسئلة لن يتم الإجابة عليها حتى المرة القادمة في دقائقه الأخيرة يزيد من فظاعة الأمر.


- ترجمة ديما مهنا

يُعتبر Fast X بداية النهاية، لكن السباق نحو نهاية تلك البداية يمثل رحلة وعرة. يستحق أداء جيسون موموا الجنوني والمضحك بدور دانتي ريس تقديراً كبيراً كأحد أفضل أشرار Fast & Furious، لكنه يبدو العنصر الوحيد الذي يميز هذا الفيلم. فليس هناك ما يكفي من الطعام على المائدة لإطعام جميع أفراد عائلة دوم توريتو المتزايدة باستمرار، والمخرج لوي ليترييه غير قادر على السير على الخط الرفيع الفاصل بين المبالغة والمنطق الذي تتطلبه أفلام Fast الحديثة. لا يزال هناك متسع من الوقت لتتمكن السلسلة من عبور خط النهاية بالمركز الأول، لكن هذا الفيلم الذي يمثل عجلة مثقوبة سيجعل اللفة الأخيرة صعبة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا