غير مصنف / مصر اليوم

بيوت "نَجَت من التدمير".. أحلام أهالي غزة تواجه الرُعب في "مدينة الأشباح"

مع وقف إطلاق النار، أبدى الغزيون العائدون إلى في شمال غزة قلقًا بشأن ما إذا كانت المنازل التي تركوها وراءهم قد طالتها آلة الدمار الإسرائيلية، ممنين أنفسهم أن لا تكون مدينة الركام.

رغم الدمار الذي رأوه لدى عودتهم، تمنى كثيرون أن تحمل الأيام القادمة استراحة من وحشية العامين الماضيين وسط أكوام الأنقاض، بينما لا تزال مشاهد الفرح الصغيرة تتكشف.

ومع رحلة العودة كان لسان حال الغزيين: "هنا في الشمال، وعلى الرغم من كل الدمار، أشعر بالسلام أكثر مما أشعر به في الجنوب، لأنني عدت إلى حيث أنتمي، إلى ذكرياتي، إلى حارتي، إلى جيراني، إلى منزلي، حتى لو كان مدمرًا".

الجثث.. دليل على الطريق

كان عبد الفتاح الكردي واحدًا ممن قطعوا رحلة العودة الطويلة إلى مدينة غزة، لكنه وجد نفسه تائهًا، رغم أنه غادر المدينة قبل أسابيع قليلة فقط، إلا أنه لم يعد يتعرف على شوارعها بعد أن انهارت المباني التي نشأ فيها، وتناثرت محتوياتها على الطرقات بمزيج من الأثاث الممزق والخرسانة المكسورة، بحسب "ذا جارديان" البريطانية.

لم يتمكن الكردي من التعرف على حاجز نتساريم الذي يمثل مدخله إلى شمال غزة إلا من خلال الجثث الملقاة عند قدميه، وكانت وجوههم مغطاة بالغبار بعد أن أصيبوا بنيران إسرائيلية.

"تبدو المدينة مختلفة تمامًا، وكأنها لم تعد غزة التي عرفناها في وقت قصير، انتشر دمار هائل في كل مكان، جميع المنازل تقريبًا مدمرة، والشوارع مغلقة"، هذا ما قاله الكردي، وهو من سكان مدينة غزة ويبلغ من العمر 40 عامًا، في أثناء عودته إلى منزله في حي الشيخ رضوان.

مخاوف من مدينة أشباح

كان الكردي واحدًا من آلاف سكان غزة الذين استغلوا وقف إطلاق النار المُعلن أمس الجمعة للعودة إلى منازلهم شمال غزة، وأظهرت مقاطع فيديو طريقًا ساحليًا سريعًا يعجّ بالحشود، كثير منهم سيرًا على الأقدام، متجهين شمالًا.

ومثل معظم سكان شمال غزة، كان الكردي يملؤه القلق وهو يسير شمالًا، ففي الأيام التي سبقت وقف إطلاق النار، كانت إسرائيل تقصف مدينة غزة بكثافة في إطار حملتها لاحتلالها، ولم يكن لدى الكردي أي فكرة عمَّا إذا كان منزله من بين المنازل القليلة المحظوظة التي لا تزال قائمة.

وقال الكردي:" أتوقع أن أجد مدينة أشباح، سبقني بعض الجيران وأخبروني أن الوضع في الحي كارثي، وقالوا إن منزلي تضرر بشدة جراء غارات الطائرات المُسيَّرة، لكنه لا يزال قائمًا، حتى لو كان منزله غير صالح للسكن، يأمل في إنقاذ بعض ممتلكاته على الأقل".

لم تكن الرحلة شمالًا سهلة، إذ اكتظت وسائل النقل بمئات الآلاف من الراغبين في العودة إلى ديارهم، ووصف من توجهوا شمالًا سيرهم لساعات تحت طائرات إسرائيلية مُسيَّرة تحلق في سماء المنطقة، وسماعهم دوي انفجارات عن بُعد.

النوم في العراء

بينما اضطر الشاب الثلاثيني أحمد سالم من جباليا، إلى قضاء ليلتين في العراء، منتظرًا تصريحًا لعبور حاجز نتساريم والعودة إلى المنزل.

وقال أحمد سالم: "نمتُ في الشارع يومين لم تكن هناك سيارات متاحة، فانتظرتُ في الجزء الخلفي من سيارة جاري لثلاث ساعات حتى وصلنا بسلام.

رغم سريان وقف إطلاق النار، لا تزال القوات الإسرائيلية موجودة في نحو نصف قطاع غزة، وصرح متحدث عسكري إسرائيلي بعد إعلان وقف إطلاق النار بوقت قصير بأن الاقتراب منها قد يؤدي إلى الموت، محددًا مناطق معينة لا تزال محظورة.

نظرة على بيت لاهيا

رغم أن بلدتها بيت لاهيا كانت من المناطق التي أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنها لا تزال محظورة، قررت أسماء زهير العودة، حتى لو لم تتمكن من الوصول إلى منزلها، كانت تأمل في إلقاء نظرة خاطفة على حيها من بعيد، قائلة: "لم أرَ أي معالم سُوّيت المنطقة بأكملها بالأرض لم يبقَ حتى أنقاض المنازل".

وتابعت: "تمكنتُ من الوصول إلى أطراف بيت لاهيا، لكنني لم أستطع التقدم نحو مركزها بسبب الخطر الذي كان لا يزال قائمًا، وبدأت الطائرات المُسيَّرة بإطلاق النار على كل من يتقدم نحو المدينة"، كما قالت زهير.

قطاع غزة الساحلي

لم تجرؤ زهير على البقاء طويلًا، فغادرت مع تضاؤل إطلاق النار، ورغم أنها لم تصل إلى منزلها، بدأت بالعودة سيرًا على الأقدام، وتوقفت في طريقها لجمع بعض أغصان الأشجار لإشعال نار للتدفئة عند حلول الليل.

وتابعت:"الناس هنا، عندما يرون أي أثر لمنزلهم، يشعرون بأملٍ وفرحٍ كبيرين، كما لو أنه لم يُدمر قط، كل ما يريدونه هو قطعة صغيرة من ذكرياتهم عن المنزل الذي سكنوه يومًا ما".

بينما يأمل الغزيون توقفًا نهائيًا للحرب على غزة، صرّح خليل الحية، رئيس وفد حماس التفاوضي، في خطابٍ مُصوّر الخميس الماضي أنه تلقى ضماناتٍ من الولايات المتحدة وقوى دولية أخرى باستمرار وقف إطلاق النار، لكن لا يزال على المفاوضين الاتفاق على قضايا شائكة، مثل نزع سلاح حماس وتشكيل هيئة حاكمة لقطاع غزة.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا