إن محبرتي دافئة تربت على صدر الغياب وتهدهد الشوق والالتياع.. وأنا في تحدي الذات أقوى وأبقى.. وكلما فتحت قنينتي فاحت الذكريات في شراييني وأوردتي فأغلقها وأغلفها بالصبر والصمود.. وأتسلَّح بالدعاء فهو خير وجاء.
رحل الماجد بقلبي ورحلت معه كثير من الأفراح، لا بأس كُتب له الخلود بين أضلعي.. قد كنت له هماً يلاحقه ويقلق منامه.. كنت ذلك الذنب الذي يود التوبة منه لكن الشياطين تحفه وترغبه في الاقتراف من المزيد فأمسك محبرتي وشنق الآمال والأحلام.. تناول قلمي من أذنه وركله بعيداً وحذره من الاقتراب منه مرة أخرى.
لكن قلمي حكيم ابتسم ولوَّح له بالوداع، أوهمه أنه يستطيع الابتعاد وهو واثق من العودة والحنين.. إن قلمي متغطرس يثق أنه ينحت على صخور الذكريات مواقف وأحاسيس خلابة لا تُنسى مهما مرَّ عليها غبار البعد والتجاهل والإهمال.
سيظل ذلك الحبيب يحثو أتربة الندم ويلعق أصابع النسيان علَّه يتوب من ملاحقة الأقلام المترنحة المخمورة والمعدية غالباً، فقد ارتشف خمور محبرتي وغاب عقله أيُّما غياب نقله قلمي لعالم لم يلجه سواه لفلك النعيم والأشواق، فانسابت محبرتي ترش عنبر اللقاء عاشت وعاثت بالأوردة وتخيلت كل البقاء.. ها هو اليوم يودِّع قلمي الذي أوهمه بالفناء ولايزال يردد أهازيج سمفونية عذبة لم يسبق لها الظهور في مقطوعة الغناء.
هل جرَّب أحدكم شعور حبِّ الأقلام؟!.. احذروا ذلك السحر فسياطه لا ترحم أنين التوسل والرجاء وستعيشون في ضنك وعناء.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.