توصلت دراسة جديدة، إلى أن حقنة شهرية قد تمكن مرضى الربو الشديد من التوقف عن تناول أقراص الستيرويد" الكورتيزون" اليومية، حيث إن الحقن الشهرية "تغيير حياة" الأشخاص الذين يعانون من الربو الشديد.

ووفقا لما ذكرته صحيفة Independent ، فانه يوصى بالحقنة كعلاج وقائى إضافي للمرضى الذين تزيد أعمارهم عن 12 عامًا عندما لا تثبت الأدوية المعتادة فعاليتها الكافية.

ويعمل الدواء، تيزيبيلوماب، وهو الاسم العلمى للعقار، عن طريق الارتباط ببروتين، يسبب التهاب مجرى الهواء وحجبه، وتمت الموافقة عليه للاستخدام من قبل المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية (NICE) في عام 2023، ويتم علاج الربو الشديد عادة بأقراص الستيرويد اليومية.

ومع ذلك، فإن تناول الستيرويدات "الكورتيزون"، لفترات طويلة يمكن أن يسبب آثارًا جانبية مثل تغيرات المزاج، أو مشاكل في المعدة، أو زيادة الوزن، بالإضافة إلى المشكلات التي تتطور بمرور الوقت مثل مرض السكري الناجم عن الستيرويدات أو هشاشة العظام.

وشملت تجربة جديدة، تعرف باسم  Wayfinder، والتي قادتها كلية كينجز لندن، ما يقرب من 300 شخص يعانون من الربو الشديد غير المنضبط على جرعة تتراوح بين 5 و40 ملج من أقراص الستيرويد يوميًا.

تم اجراء الدراسة على المرضى من 11 دولة بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمكسيك وإسبانيا، وأظهرت التجربة أن العلاج باستخدام عقار تيزيبيلوماب ساعد 90% من المرضى على تقليل الجرعة اليومية من الستيرويد، تمكن أكثر من نصف الأشخاص الذين حصلوا على الحقنة من التوقف عن تناول الستيرويدات اليومية تمامًا بعد 12 شهرًا، وفي الوقت نفسه، توقف ثلثا المرضى عن التعرض لنوبات الربو، وهو ما تم ملاحظته في وقت مبكر يصل إلى أسبوعين من بدء التجربة واستمر طوال مدة الدراسة التي استمرت لمدة عام.

وقال البروفيسور ديفيد جاكسون، خبير طب الجهاز التنفسي في كلية كينجز بلندن، والرئيس السريري لخدمات الربو في مستشفيات جايز ورويال برومبتون: "تمثل دراسة واي فايندر خطوة مهمة إلى الأمام بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أشد أشكال الربو والذين يحتاجون إلى الستيرويدات عن طريق الفم يوميًا من أجل تحقيق السيطرة المعقولة على المرض، مضيفا، إنه في هذه التجربة السريرية الدولية متعددة المراكز والتي شملت أكثر من 300 مريض، كان علاج الربو تيزيبيلوماب المعتمد من المعهد الوطني للصحة، وهو علاج بيولوجي يستهدف الالتهاب المرتبط بالربو ولكن بدون جميع الآثار الجانبية للستيرويدات، قادرًا على السماح للغالبية العظمى من المرضى بالتوقف عن الستيرويدات إلى جرعة منخفضة مع تمكن أكثر من نصفهم من التوقف عن تناول الستيرويدات تمامًا.

وقالت الصحيفة، إنه "نظرًا لأن عقار تيزيبيلوماب يعمل أيضًا على قمع الأعراض المرتبطة بالحساسية وتحسين التهاب الجيوب الأنفية المزمن، فإن النتائج مثيرة للاهتمام بشكل خاص بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الربو الشديد والذين يعانون من أعراض مجرى الهواء العلوي والسفلي."

وفي رد فعلها على الدراسة، قالت الدكتورة سامانثا ووكر، مديرة الأبحاث والابتكار في مؤسسة الربو والرئة في المملكة المتحدة: "يعد هذا تطورًا مشجعًا للغاية لمستقبل رعاية الربو والذي يمكن أن يغير حياة الأشخاص المصابين بالربو الشديد، مضيفة، إنه من الأهمية بمكان أن يستمر البحث في أنواع جديدة من العلاج، ولكننا نعلم أن التمويل الحالي لأبحاث صحة الرئة يعتمد على دعم الحياة، على الرغم من أن أمراض الرئة تظل ثالث أكبر سبب للوفاة في المملكة المتحدة.

وقالت الصحيفة، إنه تظهر دراسات مثل هذه التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه البحث في توفير علاج قد يغير حياة الأشخاص المصابين بالربو وأمراض الرئة الأخرى."

ونشرت نتائج تجربة Wayfinder في مجلة Lancet Respiratory Medicine وتم تقديمها في الاجتماع الشتوي للجمعية البريطانية لأمراض الصدر لعام 2025 اليوم الخميس.