كشفت صحيفة Independent، إن سرطان عنق الرحم هو رابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم ويسبب أكثر من 300 ألف حالة وفاة كل عام.

ولفتت إلى أنه لا توجد حالات سرطان عنق الرحم بين الشابات اللاتي تم تطعيمهن بالكامل ضد فيروس الورم الحليمي البشري في اسكتلندا، موضحة إن لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري فعالة باستمرار في الوقاية من سرطان عنق الرحم، وخاصة عندما يتم إعطاؤها للفتيات قبل تعرضهم للفيروس.

ووفقا لمراجعتين تبحثان في كيفية تأثير اللقاح على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، كشفتا أن الفتيات اللاتي تم تطعيمهن قبل سن 16 عامًا كن أقل عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة 80%.

وأضافت الصحيفة، إن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) هوعائلة من الفيروسات الشائعة، تشمل الفيروسات المسببة للثآليل الجلدية، معظم أنواع فيروس الورم الحليمي البشري غير ضارة، لكن بعض الأنواع "عالية الخطورة" قد تسبب سرطان عنق الرحم، والشرج، والقضيب، والفرج، والمهبل، والحلق، بينما تسبب أنواع أخرى الثآليل الشرجية التناسلية.

وقالت الصحيفة، إنه يعد سرطان عنق الرحم رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في جميع أنحاء العالم ويسبب أكثر من 300 ألف حالة وفاة كل عام، ولكن تبين أن اللقاح الذي تم تقديمه لجميع أطفال المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 13 عاماً في المملكة المتحدة فعال ويمنع تطور معظم هذه السرطانات، يتم تقديم لقاح فيروس الورم الحليمي البشري لجميع أطفال المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 13 عامًا في المملكة المتحدة

ووجد الباحثون أن جميع لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري فعالة في الوقاية من العدوى التي يمكن أن تؤدي إلى السرطان وأمراض أخرى مرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري.
ولكن لأن السرطانات التي يسببها فيروس الورم الحليمي البشري يمكن أن تستغرق سنوات عديدة حتى تتطور، فإن معظم الدراسات لم تتابع المشاركين لفترة كافية لقياس التأثيرات المباشرة على السرطان نفسه، ومع ذلك، وجد الباحثون أن لقاحات مثل سيرفاريكس وجارداسيل وجارداسيل-9 قللت من التغيرات السابقة للسرطان في عنق الرحم وأنسجة أخرى لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عامًا، كما قلل اللقاح بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بالثآليل الشرجية التناسلية.

وكانت الآثار الجانبية الشائعة للحقن خفيفة ولم تسبب سوى الألم أو التورم في موقع الحقن، وكانت الآثار الجانبية الخطيرة نادرة، وحللت مراجعة ثانية أدلة من 225 دراسة شملت أكثر من 132 مليون شخص في بلدان متعددة. وشملت هذه الدراسات دراسات على مستوى السكان قارنت النتائج قبل وبعد إدخال اللقاح.

وجد الباحثون أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري يقلل بشكل واضح من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم والتغيرات التي تسبق السرطان فيه، وجاءت هذه النتائج من دراسات بتصاميم مختلفة على مدى فترات متابعة مختلفة.

يقول نيكولاس هينشكي، المؤلف الرئيسي المشارك: "لدينا الآن أدلة واضحة ومتسقة من جميع أنحاء العالم على أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري يقي من سرطان عنق الرحم، ومن النتائج المهمة أن الآثار الجانبية الشائعة للقاح، والتي تُناقش غالبًا على وسائل التواصل الاجتماعي، لم تثبت وجود أي صلة حقيقية بينه وبين التطعيم".

وتدعم هذه النتائج التوصيات العالمية بتطعيم كل من الفتيات والفتيان، ويفضل قبل سن الـ 16، لتحقيق أكبر قدر من الحماية ضد السرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري.

في المملكة المتحدة، تم تقديم لقاح فيروس الورم الحليمي البشري لجميع الفتيات في السنة الدراسية الثامنة منذ سبتمبر 2008، ومنذ عام 2019 تم تقديمه أيضًا للأولاد من نفس العمر.
قالت الدكتورة جو موريسون، المؤلفة الرئيسية واستشارية الأورام النسائية في مؤسسة   Foundation Trust والأستاذة الفخرية في جامعة إكستر: "توضح هذه المراجعات أن التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري في مرحلة المراهقة المبكرة يمكن أن يمنع السرطان وينقذ الأرواح".

ويُعزز تطعيم الأولاد والبنات على حد سواء حماية الجميع، ومع مرور الوقت، سنرى تأثير التطعيم على أنواع أخرى من السرطان، بما في ذلك تلك التي تُصيب الرجال، لكنها أكدت أن هناك حاجة إلى بيانات طويلة الأجل لمعرفة التأثيرات الكاملة للقاح.

وأضاف الدكتور موريسون: "بينما لدينا الآن بيانات كافية لرؤية التأثير المفيد للقاح فيروس الورم الحليمي البشري على سرطانات عنق الرحم، والتي تميل إلى التطور لدى النساء الأصغر سناً، فسوف يستغرق الأمر عقوداً لفهم تأثير التطعيم بشكل كامل على سرطانات الفرج، والشرج، والقضيب، وسرطان الرأس والرقبة، والتي غالباً ما تتطور في وقت لاحق من الحياة".