غير مصنف / مصر اليوم

بعد ارتفاعه بشكل غير مسبوق.. "تُجار البُن" يتوقعون انخفاض سعره في مصر بنسبة عشرين بالمئة

بعد عامٍ شهد زيادات حادة في أسعار البن، مدفوعة بتقلبات الأسواق العالمية، واضطرابات سلاسل الإمداد، وزيادة معدلات الطلب وتراجع المحاصيل، يبشر العام الجديد بمؤشرات أكثر تفاؤلاً لعشاق القهوة في مصر، مع توقعات المصنعين والمسؤولين في القطاع، بتراجع الأسعار بنسبة تتراوح بين 10 و20%.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أبو عوف"، أحمد عوف، إن أسعار القهوة في مصر شهدت زيادة كبيرة خلال العام الحالي، بسبب ارتفاع أسعار البن العالمية بشكل عنيف خلال أعوام 2023 و2024 و2025.

وأضاف عوف أن أسعار البن العالمية قفزت من مستوى يتراوح بين 3000 و3100 دولار للطن قبل عامين، إلى 5800 دولار للطن، وهو الأمر الذي انعكس تدريجيًا على أسعار القهوة بالسوق المحلية حتى نهاية 2025.

وأشار إلى أن محصول البن الجديد الخاص بعام 2026، والذي حُصد في نوفمبر وديسمبر 2025، سيصل مصر في فبراير 2026، وهو ما يدعم التوقعات بهدوء أسعار القهوة في مصر طوال عام 2026، بل وتراجعها تدريجياً بنسبة تتراوح بين 10 و20%، مقارنة بأسعار 2025.

وفرة الإنتاج العالمي وسعر الدولار

واتفق معه حسن فوزي رئيس شعبة البن باتحاد الغرف التجارية، وقال إن استقرار الظروف العالمية في العام الجديد، وتوافر الإنتاج بشكل جيد في الدول المنتجة، يعزز احتمالات تراجع أسعار القهوة في مصر نسبيًا بين 10 و20% كحد أقصى.

وأضاف فوزي أن مستقبل أسعار البن في السوق المصرية يظل مرهونًا بعوامل خارجية معقدة يصعب التنبؤ بها بشكل قاطع، في ظل حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق العالمية، ومخاوف تجدد التوترات الجيوسياسية، وارتفاع تكاليف الشحن، بجانب مخاطر تعرض المناشئ الرئيسية لأية تغيرات مناخية طارئة.

وأشار إلى أن تسعير البن يعتمد بشكل أساسي على متغيرين رئيسيين، سعر صرف الدولار، وتحركات البن في بورصات السلع العالمية، لذا لم يساعد استقرار سعر الدولار في مصر خلال الأشهر الأخيرة في ضبط الأسعار، في ظل التقلبات الحادة التي شهدتها الأسعار العالمية.

من جانبه، قال محمد نظمي نائب رئيس شعبة البن باتحاد الغرف التجارية، إن أسعار البن في السوق المصرية مستقرة حالياً بسبب هدوء الأوضاع عالميًا آخر شهرين، واستمرار هذه الحالة يجعل سعر الدولار العامل الأكبر المؤثر في أسعار القهوة خلال 2026.

تتداول القهوة في مصر حالياً بأسعار تتراوح بين 560 جنيهًا للكيلو في المتوسط لـ"البن السادة"، و720 جنيهًا للكيلو في المتوسط لـ"البن المحوج"، وقد ترتفع أو تنخفض قليلاً حسب جودة البن، وفق نظمي.

ورغم التوقعات المحلية المتفائلة حول مستقبل أسعار البن، لكن الشركات العالمية ما زالت تنظر للأمر بشكل مختلف، حيث أعلنت شركة التحميص الإيطالية "إيلي كافيه" (Illycaffè)، نهاية نوفمبر الماضي، أن أي انخفاض سريع في أسعار البن "ما زال بعيدًا عن التحقق"، حتى بعد خفض الرسوم الجمركية الأميركية على واردات القهوة البرازيلية.

كيف تأثرت المبيعات بزيادة الأسعار؟

قال رئيس شعبة البن باتحاد الغرف التجارية، إن استهلاك المصريين من القهوة لم يتأثر بالزيادة الكبيرة في الأسعار، والتي بلغت 50% في آخر عامين، منها 40% في 2025 فقط.

وأضاف أن استهلاك القهوة بمصر في تزايد مستمر، حتى مع التراجع النسبي في مشتريات الفئات منخفضة ومتوسطة الدخل بسبب زيادة الأسعار، موضحاً أن زيادة التنوع في منتجات القهوة سريعة التحضير، والزيادة السكانية الطبيعية، تخلق طلباً متزايداً على البن.

وقدّر فوزي حجم استهلاك المصريين من القهوة بنحو 80 ألف طن بنهاية 2025، وتوقع زيادتها بنسبة تتراوح بين 10 و12% بنهاية العام المقبل، لتصل إلى 90 ألف طن.

أفاد رئيس شعبة البن، أن متوسط سعر طن البن المستورد يتراوح بين 4500 و7500 دولار، حسب نوع البن وبلد المنشأ.

وفق تقديرات رئيس الشعبة، تصل مبيعات السوق المصرية من القهوة نحو 480 مليون دولار سنويًا في المتوسط، أي ما يعادل 22.8 مليار جنيه.

وتستورد مصر كامل احتياجاتها من البن، وتعتمد على نحو 5 دول فقط هي (إندونيسيا والبرازيل وكولومبيا والهند وفيتنام) لتلبية 90% من الواردات، بحسب فوزي.

تجارب الزراعة المحلية

وقال إن مصر لم تنتج البن محليًا بعد، نظرًا لاحتياجه إلى ظروف مناخية خاصة تتوافر في دول بعينها، من حيث درجات الحرارة المرتفعة ونسب الرطوبة العالية.

وخلال السنوات الماضية قام مركز البحوث الزراعية في مصر بإجراء عدة تجارب بحثية لزراعة البن في مصر لكنها لم تحقق نتائج ملموسة بسبب عدم ملاءمة الظروف المناخية المصرية لزراعة البن الذي ينضج في الأجواء الاستوائية، بحسب بيان سابق صادر عن وزارة الزراعة المصرية.

وفي أبريل 2024، أعلنت وزارة الزراعة عن إعادة تجارب زراعة محصول البن خلال عامي 2022 و2023، وأسفرت النتائج عن نجاح التجربة بسبب التغيرات المناخية.

وتابع فوزي: "هناك تجارب ما زالت تجرى في هذا الاتجاه لكن لا توجد حتى الآن نتائج رسمية يمكن البناء عليها.. نأمل في نجاحها مستقبلًا لما لذلك من أثر إيجابي في تقليل فاتورة الاستيراد وتوفير العملة الأجنبية".

زيادة مبيعات "أبو عوف"

من جانبه، قال عوف، والذي تعد شركته "أبو عوف" أحد أهم اللاعبين في سوق القهوة بمصر، إن مبيعات القهوة في الشركة، لم تتأثر بزيادة الأسعار خلال عام 2025، بل زادت الكميات المباعة بنحو 17%.

وأضاف عوف أن الزيادة المحققة ناتجة عن قيام الشركة بافتتاح فروع ونقط بيع جديدة، وطرح أصناف إضافية من القهوة، بجانب التوسع في التصدير لفروع الشركة في الإمارات، وبدء التصدير للسعودية منذ يناير الماضي.

وأشار إلى استهداف "أبو عوف" زيادة مبيعات القهوة بنسبة تتراوح بين 17 و20% خلال عام 2026، بالتزامن مع خطة الشركة لزيادة الطاقة الإنتاجية لمصنع القهوة التابع لها.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا